بحث رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان مع المجلس التنفيذي للرابطة المارونية في لبنان واللجان المعنية في الرابطة، في مشكلة الوجود السوري في لبنان وتأثيره على على المستويات الأمنية، الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك “مشروع اقتراح قانون يرمي الى تنظيم أوضاع طالبي اللجوء إلى الأراضي اللبنانية”، الذي اقرته لجنة الادارة والعدل بتاريخ 30 كانون الثاني الماضي، واحالته الى الهيئة العامة للتصويت عليه. كما جرى البحث في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي في لبنان والتدهور الذي شهدته البلاد خلال السنوات الماضية.
وقال عدوان: “إن وجود هذا العدد الكبير من النازحين السوريين، يشبه الى حد كبير ما وصل مع اللاجئين الفلسطينيين لا بل أخطر، فالفلسطينيون كانوا في مناطق معينة بينما السوريون ينتشرون في كل المناطق، بفوضى كبيرة وفي دولة ضعيفة ومشرذمة وبتهرب كامل من مسؤولية ضبطهم واحصائهم مع مجتمع دولي متآمر على إبقائهم في لبنان خوفا من أن يرحلوا الى دوله، أو في الحرب التي يخوضونها مع النظام السوري، فالمجتمع الغربي يستعمل النازحين بطريقتين الاولى في حربهم مع بشار الاسد والثانية بقاء النازحين بعيدين عنهم”.
وأضاف: “أتوقف عند حجم خطورة هذا الوجود، المنتشر بفوضى كبيرة في كل بلدة وكل حي وكل شارع، دون أن نعرف انتماءاتهم السياسية، نتكلم عن مليوني انسان دون أي رقابة أو ضوابط، ونحن في دولة عاجزة لا تستطيع الضغط على المفوضية العليا للاجئين، خوفا من قطع المساعدات الدولية، بالإضافة الى الخطر الديموغرافي والمشكلة الاقتصادية، إن وجود هذا العدد الكبير جدا من النازحين السوريين امر خطير للغاية، ولعله التحدي الاخطر الذي يواجهنا”.
وتابع: “الامور واضحة جدا، فالمشكلة ليست في عدم وجود القوانين بل في عدم وجود دولة قائمة تنفذ القانون، والمشكلة الاخرى هي سياسية خارجية حيث ان أوروبا تمنع انتقال النازحين اليها ولا تتكلم مع الرئيس السوري وتمارس ضغطها على الدولة اللبنانية من خلال المساعدات مما يصعب عودة النازحين الى بلدهم، وكل يوم يبقى النازحون يوما اضافيا في لبنان تصبح عودتهم أصعب”.
وأردف عدوان: “في الشق الاول سأتكلم عن الوضع القانوني وخصوصا أن لبنان غير موقع على الاتفاقية الدولية المتعلقة باللجوء سنة 1951 والتي عدلت سنة 1967، بعكس كل ما يسمع أن لبنان ليس بلد لجوء، ووجود النازحين السوريين في لبنان هو غير شرعي وفقا للتعريف الدولي ووفقا للقوانين والمواثيق، وهم هنا بانتظار عودتهم الى بلدهم أو أن يذهبوا الى بلد آخر، والاتفاقية التي تنظم وجودهم في لبنان هي إتفاقية وقعها الامن العام عام 2003 وهي اتفاقية واضحة بأن لبنان ليس بلد لجوء وقد نظمت تلك الاتفاقية طبيعة التعامل مع طالب اللجوء وعليه مغادرة لبنان بعد انقضاء فترة ثلاثة اشهر، حيث يصبح وجودهم غير شرعي على الاراضي اللبنانية”.
وختم: “نحن في لجنة الادارة والعدل قدمنا بأسباب موجبة ما ذكرته وحضرنا اقتراح قانون واضح يقول أن لبنان ليس بلد لجوء، واللاجىء الموجود عليه أن يتقدم بطلب اللجوء الى بلد آخر، وما تقوم به المفوضية العليا للاجئين خارج عن كل الاتفاقيات التي وقعتها معها الدولة اللبنانية، وعدم تسليم الداتا للدولة اللبنانية هو أمر مرفوض كليا. علينا الا نفرّق في قضية اللاجئين فنحن لسنا بلد لجوء، فبعد ثلاثة اشهر فقط اذا قُبل لجوؤه الى بلد آخر يترك لبنان والا يصبح وجوده في لبنان غير شرعي، وقد وضعنا التزامات على كل الجهات الرسمية والبلديات من خلال القانون، وبدأنا نرسل الى البلديات القوانين والإجراءات الواجب عليها اتباعها”.