كتبت لورا يمين في “المركزية”:
في اواخر شهر كانون الثاني الماضي، قالت كتائب حزب الله العراقية المسلحة إنها ستعلق عملياتها العسكرية والأمنية ضد القوات الأميركية بهدف منع أي إحراج للحكومة العراقية، على خلفية تداعيات أول هجوم كبد القوات الأميركية خسائر بشرية منذ اندلاع طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول الماضي. وأكدت كتائب حزب الله في بيان أن إيران لا تعلم كيفية عملها وكثيرا ما اعترضت على تصعيدها ضد القوات الأميركية.
بعد ذلك بأسابيع، وفي الايام القليلة الماضية، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر قولها إن الفصائل العراقية المدعومة من إيران أوقفت هجماتها ضد قواعد القوات الأميركية في كل من العراق وسوريا، بطلب من قائد “فيلق القدس” إسماعيل قاآني، وذلك لتجنّب الرد الأميركي العنيف بما في ذلك الانتقام المباشر من إيران. وقالت مصادر عراقية وإيرانية للوكالة إن قاآني اجتمع مع ممثلي عدد من الفصائل العراقية داخل مطار بغداد الدولي في 29 كانون الثاني، وبعد 48 ساعة من إعلان الجيش الأميركي مسؤولية الميلشيات الإيرانية عن مقتل ثلاثة من جنوده بالهجوم على قاعدة “البرج22” في الأردن.
واضافت المصادر إن قاآني أبلغ ممثلي الفصائل بأن سفك الدماء الأميركية يهدد بردّ عنيف من قبل الولايات المتحدة، وشدد عليهم بأنه يجب الابتعاد عن المشهد للحؤول دون شنّ ضربات أميركية تستهدف كبار قادتها أو تدمّر بنيتها التحتية الرئيسية وصولاً للانتقام المباشر من إيران.
وافيد ان معظم الفصائل العراقية وافقت على طلب قاآني باستثناء “حركة النجباء”.
بحسب ما تقول اوساط دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الطلب الايراني الذي حمله قاآني، يشكل مؤشرا اضافيا على عدم رغبة ايران بتصعيد المواجهات في الشرق الاوسط. ففي وقت يتم البحث عن صيغة جديدة لانتشار قوات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن في العراق حيث قد يتحول من وجود عسكري الى “اتفاقيات ثنائية اميركية – عراقية امنية وسياسية واقتصادية، نصح الايرانيون حلفاءهم في بغداد بعدم التصعيد لان ردود واشنطن قد تتسبب بأذى كبير للفصائل. انما ما يحرص عليه الايرانيون بالفعل، هو الا تتأذى مفاوضاتهم مع الاميركيين.
ويمكن القول، بحسب المصادر، ان طهران عبر التطورات في العراق، انما تُبلغ الاميركيين انها صاحبة الكلمة الاولى والاخيرة في العواصم العربية الاربع التي سبق ان تحدثت عن “سيطرتها” عليها، اي صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت… حيث انها القادرة على فرض الهدوء او التصعيد فيها، وبالتالي في المنطقة…