تتصاعد التباينات والخلافات بين واشنطن وباريس بشأن عدة مواضيع مرتبطة بلبنان، بما في ذلك الوضع في الجنوب والفراغ الرئاسي وكذلك ما يتعلق بالقطاع النفطي.
وذكرت صحيفة “الجريدة” الكويتية، نقلا عن مصادر خاصة أن “مساعي فرنسا لم تنجح في تثبيت موعد مؤتمر دعم الجيش اللبناني، الذي كانت تنوي عقده في 27 الشهر الجاري، واضطرت باريس إلى تأجيل المؤتمر لموعد يُحدد لاحقا، وهو ما يُعد مؤشرا جديدا على التباين الفرنسي ـ الأميركي بشأن عدة مواضيع في لبنان، سواء فيما يتعلق بإعادة الهدوء إلى الجنوب، أو بإنهاء الفراغ الرئاسي”.
وأشارت المصادر إلى أن واشنطن رفضت ورقة الحل الفرنسية المقترحة على لبنان حول الجنوب، حيث يرغب المبعوث الأميركي الرئاسي آموس هوكشتين بأن يكون الحل مرتبطاً به حصرا.
وأوضحت أن البعض رأى أن الرؤية الأميركية التي تضع ملفي الجنوب والرئاسية في سلة واحدة، تلقى معارضة من باريس، التي تعتبر أنه لا بدّ من فصل الملفين عن بعضهما، لا سيما أن الوضع في الجنوب مرتبط بحرب غزة التي يرجح أن تطول، ولا يجوز ربط الاستحقاقات اللبنانية بها.
كما لفتت إلى أن “باريس تحاول من خلال تفعيل عمل اللجنة الخماسية حول الرئاسة والحل السياسي، وكذلك من خلال مبادرتها بشأن جبهة الجنوب، الحيلولة دون تفرّد واشنطن بالحل. لكن الاعتراضات على باريس لا تنبع من واشنطن، ففرنسا التي كانت تقدم نفسها كقوة أوروبية أو غربية قادرة على التواصل مع الجميع، خصوصاً مع “حزب الله” في لبنان وكذلك مع ايران”.
وتابعت المصادر بالقول إنه على وقع التزاحم بين كل هذه الملفات، برز عدم توقيع شركة توتال الفرنسية، التي فازت مع تحالف شركات بعقود التنقيب عن النفط والغاز في البلوكين رقم 8 و10 في البحر مقابل جنوب لبنان، لعقود البدء بالتنفيذ مع انتهاء المهل الخاصة بذلك قبل أيام”، مضيفة أن قرار شركة “توتال” عدم التوقيع أثار تساؤلات حول خلفيات الخطوة، وإذا كانت تعني أنها انسحبت أم ستستمر، وسط معطيات تفيد بأن هناك طموحات لشركات أميركية لتولي عمليات التنقيب والاستخراج والتصدير لاحقا.