كتب عماد مرمل في “الجمهورية”:
هل يؤشّر الاجتماع الاخير لسفراء اللجنة الخماسية في ضيافة السفير الفرنسي في قصر الصنوبر الى زَخم إيجابي سيكتسبه الاستحقاق الرئاسي قريباً أم انّ هذا الحراك الديبلوماسي هو للاستهلاك وليس للإنتاج؟
تعددت القراءات والاجتهادات بعد مبادرة «الخماسية» الى إعادة تفعيل دورها على مستوى سفرائها المعتمدين في بيروت (اميركا، فرنسا، السعودية، قطر، ومصر) في ما بَدا انها محاولة لتحويل التهديد الى فرصة، بمعنى الانطلاق من مخاطر الوضع على الحدود الجنوبية والمخاوف من احتمال التدحرج الى حرب واسعة، للضغط في اتجاه التعجيل في انتخاب الرئيس تحسّباً أو استباقاً لكل الاحتمالات المستقبلية.
ولكن يبدو أن الواقع المتدهور في الجنوب، والمُشرّع على مزيد من التصعيد الاسرائيلي المحتمل، لم يدفع بعد القوى الداخلية الى اي تعديل في مواقفها المعلنة من الاستحقاق، وسط تمسّك كلّ منها بمقاربتها له، فيما لا يزال خيّاطو «الخماسية» يسعون الى تنظيم صفوفهم وحياكة «بذّة رئاسية» تتناسب مع مقاسات كل الأطراف.
ويؤكد مصدر واسع الاطلاع في اللجنة الخماسية لـ»الجمهورية» انّ خمس قواعد تحكم تحرّك «الخماسية» في هذه المرحلة، وهي الآتية:
موقفنا موحد.
– ليس لدينا مرشح محدد.
– لا فيتو على مرشح.
– مهمتنا مساعدة اللبنانيين على انتخاب الرئيس وليس اختياره بالنيابة عنهم.
– الوضع طارئ ويستوجِب الاستعجال في انتخاب الرئيس، وبالتالي فصل الحرب في غزة عن الملف اللبناني.
ويوضح المصدر انه جرى إبلاغ القيادات اللبنانية بهذه المرتكزات، ومن ضمنها الرئيس نبيه بري خلال اللقاء الذي جَمعه بالسفراء الخمسة منذ فترة.
ويشير الى انه يتم خلال اجتماعات سفراء «الخماسية» فيما بينهم، والتي كان آخرها امس الأول في قصر الصنوبر، معالجة اي فروقات في الموقف، وتثبيت القواسم المشتركة التي تجمعهم للبناء عليها في مقاربة موحدة للاستحقاق الرئاسي.
ويلفت المصدر الى انه تبيّن بعد جلسة حزيران في مجلس النواب تعذّر انتخاب ايّ من المرشحين الاثنين المتنافسين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، «ولذلك نظنّ انه لا بد من البحث عن خيار ثالث يحظى بتأييد أغلب الكتل في مجلس النواب».
ويوضح المصدر انّ باريس لم تَتخلّ عن سليمان فرنجية بل انّ جزءاً من القوى اللبنانية هي التي رفضت انتخابه، كاشفاً انّ الرئيس ماكرون تدخّل شخصياً لدى السعودية لتُعاود الاهتمام ولو ضمن الحد الأدنى بالملف اللبناني.
ويؤكد المصدر الوثيق الصلة بـ«الخماسية» انّ على اللبنانيين أنفسهم انتخاب الرئيس «ومهمتنا الحصرية هي المساهمة في تأمين الظرف المناسب لذلك»، موضحاً انّ بعض الأطراف يصرّ على الحوار المسبق والبعض الآخر يتمسّك بعقد جلسات انتخاب متتالية، «وما نفعله اننا نحاول تدوير الزوايا وإيجاد قواسم مشتركة بين هذين الطرحين».
ويشير الى مسعى يُبذل من أجل إيجاد شكل من أشكال التشاور بين القوى اللبنانية، ما دام انّ لدى جزء منها تحسّساً حيال الحوار المباشر والموسّع.
ويشدد على انّ ايّ مشروع حل يجب أن يتضمن الدعوة في نهاية المطاف إلى جلسات انتخاب متتالية حتى ولادة الرئيس.
ويعتبر المصدر انه ليس مضموناً انّ اي تفاهم أميركي – إيراني مُفترض مستقبلاً، خارج نطاق «الخماسية»، سيكون بالضرورة مفيداً للبنان الذي ليس معروفاً أين يمكن أن يكون موقعه في مثل هذا الاتفاق.
ويضيف المصدر: من يظن انّ مهمة «الخماسية» فشلت ولا يجب التعويل عليها، نسأله: ما هو البديل عنها لمساعدة اللبنانيين على انجاز الاستحقاق الانتخابي؟ لا أحد، فلبنان ليس ضمن أولويات الدول.
وتعليقاً على مُستعجلي العقوبات، يلفت المصدر الى انّ الاميركيين فرضوا عقوبات على شخصيات من «حزب الله»، فهل تمكنوا من إنجاز عملية انتخاب رئيس الجمهورية؟