كتبت كارول سلوم في “اللواء”:
ما إن اجتمع سفراء اللجنة الخماسية في قصر الصنوبر حتى بدأ الحديث عن استكمال ما بدأه هؤلاء السفراء منذ فترة لجهة العمل على وضع الملف الرئاسي ضمن جدول أعمال النقاشات والمباشرة بتحريكه انطلاقا من مبدأ أن الشغور ينعكس سلبا على الواقع السياسي في البلاد فضلا عن تفادي تمرير قرارات في ظل غياب رئيس البلاد.
لم يحن الاوان للقول أن هذه المرة سياتي المسعى الجديد بثماره أو أنه ينضم إلى سابقاته لجهة عدم حصول أي تطور نوعي، وحدها حصيلة اجتماعات السفراء مع القيادات اللبنانية من شأنها أن تخرج بمناخ معين، ولن يخرج من هذه اللقاءات سوى تأكيدات على العمل لإنهاء الفراغ، لأن موفد اللجنة الخماسية هو المكلف بمهمة التنسيق واقتراح الأفكار وتقديمها، ومعرفة ما يرغب به الأفرقاء. ومنذ الآن، يسري كلام عن عودة إلى التشاور قبل جلسات الإنتخاب المفتوحة، وإلى مرشح ثالث وتوسيع لائحة المرشحين، في حين تبقى توازنات المجلس النيابي على حالها، دون معرفة ما إذا كانت هناك من كتلة تشكل بيضة القبان أو أن البعض من النواب المستقلين يعيدون النظر في خياراتهم. وكل ذلك يعد تكهنات مبكرة، لاسيما أن الحسم لن يأتي سريعا. في اجتماعهم، وضع السفراء جدولا للتحرك واتفقوا على إبقاء خطواتهم موحدة دون تسويق أسماء أو وضع خيارات أو حتى الدخول في تفاصيل تتصل بإمكانية مراجعة كل فريق لموقفه ولمبدأ حدده في الشق الرئاسي.
وفي سياق آخر، تخيم اجواء تشاؤمية بشأن هذا الملف، ويقرُّ البعض بأن العراقيل لا تزال على حالها وما من إمكانية في حلها بين ليلة وضحاها،ولذلك فإن هناك ممن سيقترح مجددا العودة إلى السلة المتكاملة التي لم يفت الوقت للتداول بها، خصوصا إذا كان هناك من حل يعمل عليه. وعلم أن الديبلوماسيين في هذه اللجنة استعرضوا الخطوات المقبلة لهم وأكدوا أن تحركهم هو للإستماع إلى ما لدى الأفرقاء وليسوا في وارد إجراء أي ضغط، ويتمنى هؤلاء التفاهم على رئيس للجمهورية.
وفي السياق نفسه، أعلنت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن لا توقعات مسبقة عن الحراك الجديد،وليس هناك من نية لدى السفراء في فرض اسم أو حتى الترويج لحل ما، وأن هذه القيادات ستقدم ما لديها من معطيات ولن تزيح عما تعتبره ثوابت، وتكشف أن قوى الممانعة التي سبق أن ايدت ترشيح رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية تؤكد أنها لا تفرض رئيسا للجمهورية أو تعديلا بالحصص وفق ما أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤخرا، ولا يمكن هنا القول أن هذه القوى تتراجع عن تأييد فرنجية، كما تعتبر هذه المصادر أن المواقف الأخيرة للرئيس السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بشأن رفض ربط الساحات والرسالة المباشرة لحليفه حزب الله ليس من شأنها أن تدفع الحزب إلى التخلي عن دعم مرشحه تحت أي ظرف لأنه حدد مواصفات الرئيس في وقت سابق وأضاف اليه صفة القدرة على المواجهة. وهذه ثابتة ولن يكون هناك من مرشح جديد في الوقت الراهن.
وهل يعمد السفراء إلى «المونة» على بعض القوى للسير في تشاور يسبق انعقاد أي جلسة انتخاب ؟ تجيب هذه المصادر: هذا الأمر لا يقع على عاتقهم لأن مهمتهم تتوسع مع الموفد المكلف بالملف الرئاسي، ولم يُشِرْ أحدٌ منهم إلى أي تشاور يسبق الانتخاب، ولا يراد تفسير تحركهم بأنه تدخل في الشأن المحلي، ومعلوم أن الكلمة الفصل تعود إلى القوى المحلية في البلاد التي تعمقت خلافاتها بفعل حرب غزة والجنوب. كذلك لم تستبعد إما أن يكلف أكثر من سفير في القيام بهذه الجولات أو ان يحضر السفراء جميعا أو يتوزعون فيها. وهذا أمر تقرره اللجنة، وفي نهاية الأمر يعمل السفراء بتوجيهات من اللجنة، ولن يخرجوا عنها كما هو ظاهر، وإن تحضير المناخ المناسب يقع من ضمن مسؤولياتهم، لكن دون وضع سقف زمني، فنجاح أو فشل المبادرة يتوقفان عند قرار الداخل، وبالتالي لا توقيت محددا يقيد الحراك، على أنه في الوقت نفسه التطورات في غزة والجنوب تلعب دورها في تسريع الحراك أو استراحته لفترة زمنية.
وتشدد على أن لا ردود جاهزة في خلال مناقشات اللجنة مع القيادات التي يصار إلى الاجتماع بها والتي تردد أنها ستكون المعنية بالملف الرئاسي من رؤساء كتل نيابية وفق برنامج تم إعداده، اما اذا كانت هذه القوى تحمِّل السفراء طلبا أو تمنيا فذاك لا يمكن تأكيده في انتظار انطلاقة هذه الجولات وما قد يدور فيها وسط حديث عن غياب رغبة بإشاعة أية اجواء أو حتى القول أن المساعي تجمد في شهر رمضان المبارك.
محاولة جديدة أو نصف محاولة في الاستحقاق الرئاسي، التسمية لا تهم إنما المضمون هو الأهم والخرق الذي يمكن انجازه في الحائط المسدود في هذا الملف، دون وعود بأي حل على هذا الصعيد.