كتبت لورا يمين في “المركزية”:
في موازاة حضورها القوي في حوادث الشرق الاوسط “الدموية”، مِن الاراضي المحتلة، وصولا الى باب المندب والعراق وسوريا، حيث تنشر اذرعها العسكرية.. لا تزال ايران، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، “تُقارع” ايضا المجتمع الدولي في الملفات الخلافية الاساسية بينها والغرب، عنينا “نوويا” وفي أوروبا.
ففي الساعات الماضية، رفض رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، اقتراحا بأن يزور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إيران الشهر المقبل، لكنه عوضا عن ذلك دعا غروسي الى حضور مؤتمر في طهران في ايار. وقال غروسي ، إن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز بكثير احتياجات الاستخدام التجاري، مضيفا أنه كان يعتزم زيارة طهران الشهر المقبل للتباحث بشأن “تباعد” العلاقات بين الوكالة وطهران. واشار الى أن إيران “لا تزال تخصب اليورانيوم بمعدل مرتفع يبلغ حوالي 7 كيلوغرامات شهريا إلى درجة نقاء 60 بالمئة”، رغم تباطؤ وتيرة التخصيب قليلا منذ نهاية العام الماضي. غير ان إسلامي قال إن إجراء زيارة الشهر المقبل “غير مرجح بسبب جدول الأعمال المزدحم”، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأردف خلال مؤتمر صحفي أسبوعي في طهران، أن “تواصل إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمر بصورة طبيعية، وتجري المناقشات لحل أوجه الالتباس وتطوير التعاون”.
اما في اوروبا، فلا تزال طهران تمد روسيا بالاسلحة تحديدا، لدعمها في حربها ضد اوكرانيا، “مستفزّة” بذلك دول القارة العجوز، وفق المصادر. وبعد ان كانت ترسل اليها المسيّرات، نقلت وكالة رويترز عن 6 مصادر أن إيران زودت روسيا بعدد كبير من الصواريخ أرض-أرض الباليستية، في خطوة تعزز التعاون العسكري بين البلدين الخاضعين للعقوبات الأميركية. وذكرت 3 مصادر إيرانية أن طهران وفرت حوالي 400 صاروخ تشمل العديد من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى من طراز فاتح 110، مثل الصاروخ “ذو الفقار” القادر على إصابة أهداف على مسافات تتراوح بين 300 و700 كيلومتر. وأفاد مسؤول عسكري إيراني طلب عدم الكشف عن اسمه، أنه كانت هناك 4 شحنات على الأقل من الصواريخ وسيكون هناك المزيد في الأسابيع المقبلة.
كل هذه المعطيات، تتابع المصادر، تدل على ان طوفان الاقصى فرض تجميدا للبحث في القضايا الخلافية هذه كلها، الا انها ستعود الى الواجهة بقوة بعد ان تسكت المدافع في المنطقة.. وعلى الارجح، ستسعى ايران الى وضعها كأوراق قوة على طاولة مفاوضاتها مع القوى العظمى، تختم المصادر.