كتبت لورا يمين في “المركزية”:
تلقّى الحوثيون ليل السبت الاحد، سلسلة ضربات عسكرية جديدة. فقد استهدفت القوات الأميركية والبريطانية مواقع لهم في الداخل اليمني، وفق ما جاء في بيان مشترك اشار الى “ضربات ضرورية ومتناسبة استهدفت على وجه التحديد 18 هدفاَ للحوثيين في ثمانية مواقع في اليمن مرتبطة بمنشآت تخزين أسلحة تحت الأرض، ومنشآت تخزين صواريخ، وأنظمة جوية مسيّرة هجومية أحادية الاتجاه، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات، ومروحيات”. وأضاف البيان الذي حمل توقيع أستراليا والبحرين والدنمرك وكندا وهولندا ونيوزيلندا، أن “أكثر من 45 هجوماً للحوثيين على سفن تجارية وعسكرية منذ منتصف تشرين الثاني، تشكل تهديداً للاقتصاد العالمي وكذلك الأمن والاستقرار الإقليميين وتتطلب رداً دوليا”.
وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن القوات الجوية الملكية نفذت موجة رابعة من الضربات الدقيقة ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن. وأضاف في بيان عبر حسابه على منصة إكس: استهدفنا مع حلفائنا طائرات بدون طيار ومنصات إطلاق صواريخ يستخدمها الحوثيون لشن هجماتهم الخطيرة.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الموجة الجديدة من الضربات هذه، والتي تذكّر بسلسلة الغارات الاولى التي نفذتها واشنطن ولندن ضد الحوثيين منذ اسابيع، قد تكون لها هذه المرة، خلفيات اخرى. فبينما تحضيرُ التسوية للحرب على غزة، جارٍ على قدم وساق، تستفيد القوى الكبرى من الوقت الفاصل عن الهدنة، لـ”تتخلّص” من الكم الاكبر مِن قدرات الحوثي، وتدمّرها.
كما ان الضربات هذه تأتي لحث كل القوى الاقليمية، وتحديدا ايران على تسهيل مسار الحل السياسي الجاري اعداده لغزة، وايضا لحث كل اذرع طهران في المنطقة، والحوثي من ابرزها، على الانخراط في مسار التهدئة المرتقبة.
فالمجتمع الدولي يريد لوقف النار الاتي ان يمهد لتسوية تشمل الشرق الاوسط ككل، انطلاقا من أسس واضحة لا وجود فيها للتنظيمات المسلّحة خارج الشرعية، خاصة بعد سحب الذرائع لوجودها. اذ ان الحل يشمل قيام دولتين في الاراضي المحتلة ووضع تسوية نهائية وجدية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي.