كتبت رمال جوني في “نداء الوطن”:
هزّت الغارة الذي نفذّتها مسيّرة إسرائيلية بلدة المجادل أمس، إذ استهدفت الغارة سيارة مسؤول منطقة الحجير في «حزب الله» حسن حسين سلامي الذي قتل داخلها. وكانت المجادل التي تقع بين بلدتي الشهابية وجويّا في قضاء صور حتى أمس هادئة نسبياً وبعيدة عن خطوط النار. إذ كانت المنطقة المستهدفة تعجّ بالحركة، فهي منطقة تجارية، تنتشر فيها المحال على جانبي الطريق. لم يكن في حسابات أحد أن تغير المسيّرة على البلدة، وتستهدف سيارة مدنية كانت تعبر في المكان، وفق رئيس بلدية المجادل حسين رميتي لـ»نداء الوطن»، بل أكد أنّ «استهداف المدنيين يقع ضمن مخطّط إجرامي وانتقامي من القرى الجنوبية الآمنة». وقال: «يبدو أنّ بنك أهداف العدو صار مدنياً بامتياز»، مشيراً إلى «حجم الأضرار التي لحقت بالمحال التجارية التي تساقط زجاجها. يحاول العدو ضرب اقتصاد القرى وترهيب الآمنين، وهو ما بات واضحاً عبر سلسلة الإستهدافات التي يشنّها يوماً بعد آخر».
لا يستغرب كثر خطة إسرائيل، القائمة على ضرب شرايين الحياة في القرى، والتي بدأتها بتدمير القطاعات الحيوانية والزراعية في القرى الحدودية، مروراً بضرب محطة ضخّ مياه الوزاني التي تغذّي قرى الوزاني ومرجعيون وبنت جبيل. أمس جاء دور القرى الخلفية التي تبعد أكثر من 10 كيلومترات عن الحدود، فبعد أن هزّت الضربات مدينة النبطية وقراها فشلّت اقتصادها نسبياً، وصارت الحركة فيها محدودة، ضُرب اقتصاد المجادل البلدة التجارية التي تعتمد بنسبة كبيرة على القطاع التجاري إلى جانب الزراعة.
تقع المجادل التي تبعد 12 كلم عن الحدود، ضمن عمل الكتيبة الماليزية التابعة لقوات الطوارئ الدولية، غير أنّ اللافت هو غياب دور هذه القوات على الأرض، في وقت يفترض أن تكون ذات نشاط أكبر، بحسب رميتي، مضيفاً «تغيب خدماتها المفترضة التي كانت حاضرة قبل الحرب، وهو أمر مستغرب ويطرح جملة تساؤلات».
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن دور قوّات حفظ السلام في القرى الحدودية والتي تقع ضمن إطار عملها، فمعظم رؤساء البلديات يستغربون غيابها عن المشهد، علماً أنّ دور «اليونيفيل» في الحرب أهمّ من السلم، إذ يعتبر رميتي أنّ «دورها هو حفظ السلام، ولكننا لا نرى أي دور أو حضور لها اليوم». ولفت إلى أنّ «خدمات الكتيبة الماليزية كانت متدنية قبل الحرب وفُقدت أثناء الحرب، علماً أننا نستقبل 60 عائلة نازحة من القرى الحدودية، وكنّا نتوقّع تقديمات خدماتية متعدّدة، ولكن ويا للأسف، لم نرَ أيّ خدمات تذكر أو مساعدة في هذه الأزمة».
غياب قوات الطوارئ عن المشهد الجنوبي يحمل في طياته أسئلة عدة، يحاول معظم رؤساء البلديات الوقوف عنده. وختم رميتي: «تزداد حدّة المعارك جنوباً بشكل تصاعدي خطير، ودخول قرى جديدة إلى المعركة، ينذر بتفلّت الأمور أكثر. العدو لم يعد يهتم أين يضرب ومن يستهدف، المهمّ أن يدمّر ويُرعب، وليست المجادل وحدها مستهدفة، بل لبنان كله عرضة للحرب». دمار، خراب، تدمير اقتصاد، ترهيب الناس، شلّ القرى، استهداف الأحياء المدنية… ماذا يُحضّر العدو بعد للقرى الجنوبية التي صارت مستباحة للاعتداء الاسرائيلي وما من رادع، كلّ ذلك والدولة بأجهزتها غائبة عن المشهد؟