كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
قال مصدر كبير مطلع على مباحثات باريس بشأن التوصل إلى هدنة في غزة إن حركة حماس تلقت مسودة مقترحا يتضمن وقفا للعمليات العسكرية ومبادلة أسرى فلسطينيين بالمحتجزين الإسرائيليين لديها.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إسرائيل وافقت على وقف العمليات العسكرية في غزة خلال شهر رمضان، وذلك في الوقت الذي تدرس فيه حماس مسودة المقترح.
وبناء على بيان قدمه المصدر، اليوم لرويترز، تستمر المرحلة الأولى من الاتفاق وفقا لمسودة المقترح لمدة 40 يوما، ويكون إجمالي نسبة مبادلة المعتقلين بالمحتجزين 10 إلى واحد.
في المقابل، أشارت مصادر إسرائيلية لـ ABC إلى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فوجئ بإعلان بايدن قرب التوصل الى اتفاق وقف النار بغزة، في حين أفاد قيادي في حركة “حماس” لـ”رويترز” ان تصريحات بايدن بشأن وقف القتال في غزة سابقة لأوانها وان ثمة خلافات كبيرة يجب حلّها قبل ذلك. فهل اقترب موعد الإعلان عن الهدنة؟
مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ”المركزية” ان “لا يمكن التنبؤ بالنتيجة، لكن الأكيد ان ثمة جهودا وضِعت في هذا الاتجاه، والامور باتت أقرب نحو الاتفاق ومساحة التسوية أصبحت أوسع، وتوصلوا الى اتفاق شبه نهائي، وتصريح الرئيس الاميركي هدفه دفع الطرفين الاسرائيلي و”حماس” أكثر الى اجتياز الأمتار الأخيرة.
وجرت في مباحثات باريس معالجة الأمور العالقة، أولاً مسألة عدد الاسرى الفلسطينيين مقابل الاسرائيليين في عملية التبادل، وانتهى الاتفاق الى مبادلة اسير اسرائيلي في مقابل عشرة أسرى فلسطينيين. وثانياً مدة وقف إطلاق النار، فبعدما كانت “حماس” تطالب بوقف إطلاق نار نهائي وتراجعت الى أربعة أشهر باتت اليوم خمسة أسابيع. من ينظر الى التفاصيل، في حال صحت المعلومات، واعتقد انها صحيحة لأنها جاءت من مصادر مطلعة كـ”اكسيوس”، فإن بعض المواضيع الاساسية كمدة وقف إطلاق النار وعدد تبادل الاسرى، من الامور التي كانت عالقة وتم اجتيازها. لذلك اعتبر أننا اقرب الى حلّ”.
ويضيف نادر: “في المحصلة، أتصور ان الطابة في ملعب اسرائيل، بمعنى هل انها ترى أن أهدافها قد تحققت بعد هذه الأسابيع الخمسة من وقف اطلاق النار؟ وما الذي ستفعله بعد هذه الفترة؟ القرار لديها. ومن ثم تعود لتضع على الطاولة أهداف نتنياهو الاساسية المُعلَنة، لأنه فعلياً لم يحققها، فهو لم يدمّر “حماس” التي ما زالت موجودة، ولم يحرر الرهائن. ويبقى سؤالان: الاول، هل سيتحرر الرهائن بعد هذه الهدنة؟ في حال حصول ذلك يكون نتنياهو على الاقل قد حقق أمراً ما. والثاني، هل سيتم تحرير كل الرهائن في هذه الاسابيع الخمسة؟ في حال لم يتم ذلك، تكون الحرب مرشحة للاستمرار، حتى عنوان “مازال هناك رهائن وتفكيك حماس لم يتم”.
هل تنسحب الهدنة على لبنان، يجيب نادر بالنفي، ويقول: “حزب الله سيوقف بالتأكيد إطلاق النار في حال توقف في غزة، لكن اسرائيل قد تقول إن حزب الله لم ينسحب بعد والقرار 1701 لم يُطبّق، وبالتالي قد تسعى الى استفزاز حزب الله، لأن لنتنياهو مصلحة في إطالة أمد الأزمة لأسباب متعلقة بوضعه الداخلي، خاصة وانه يتحدث عن فصل المسارات في حين ان ايران تتحدث عن ربطها، لذلك، اي حلّ يتوصل له مع “حماس” لا يعني أبداً انسحابه على الجبهة اللبنانية. حزب الله سيحاول القول إن إطلاق النار توقف في غزة وهذا كان شرطه، وأنه يقوم بمساندة غزة، وطالما ان وقف النار ساري المفعول لن يستمر في فتح النار على الجبهة الشمالية لاسرائيل. لكنه قد يُستفَزّ من قبل اسرائيل التي ستسعى للقول بأن الجبهتين مختلفتان بالنسبة لها، وان لديها ملفا آخر هو المستوطنون الذين يعيشون في الشمال، أبناء الجليل وبالتالي يجب إزالة التهديد الذي يشكله حزب الله على الحدود”.
هل ستتوقف استهدافات الحوثيين للسفن في البحر الأحمر مع إعلان الهدنة؟ يجيب: “بالطبع، لكن هل سيُزال خطرهم؟ هذا السؤال المطروح. وبالتالي الامر هنا ليس بعهدة اسرائيل إنما القوى المشرفة على امن البحار، لا سيما في الفترة الاخيرة التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة الاميركية، وتخوضه عمليا على الارض الى جانب بريطانيا. هل سيرتاحان إلى هذه التسوية التي ستحصل ام سيعتبران أنها لم تحلّ أي شيء في العمق؟”.