كتبت زينة طبارة في “الانباء الكويتية”:
رأى رئيس المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات العميد الركن خالد حمادة ان التطورات الميدانية التي شهدها لبنان سواء لجهة تكثيف العمليات العسكرية في الجنوب من قبل الطرفين المتحاربين حزب الله وإسرائيل، أو لجهة توسيع الإسرائيلي رقعة استهدافه للمناطق اللبنانية وصولا إلى البقاع شمال شرق لبنان، قدمت الدليل القاطع على انتهاء صلاحية ما يسمى بـ «قواعد الاشتباك» التي لم تعد على أرض الواقع تقارب مجريات وسير العمليات العسكرية، مشيرا الى نتيجة الأحداث والتطورات الأخيرة، وأبرزها إسقاط حزب الله للمسيرة الإسرائيلية واستهداف إسرائيل للأخير في جوار كل من بعلبك وصيدا، إلى مجموعة من الاستنتاجات الاستراتيجية، وأهمها 3:
1 – انه لم يعد في لبنان من منطقة آمنة تتواجد فيها قواعد ومنشآت ومجمعات عسكرية لحزب الله.
2 – انه لم تعد المسألة متصلة بالقرار الدولي 1701، وهو ما تأكد من خلال تخطي الأهداف الإسرائيلية مسافة العشرة كيلومترات التي تسوق لها المبادرة الفرنسية، واجتيازها بالتالي شمال الليطاني إلى شمال شرق البلاد بما يزيد على 150 كلم.
3 – دخول لبنان على صعيد الاشتباكات العسكرية، مرحلة جديدة تعبر عن مخاطر استفحال الأزمتين السياسية والأمنية على الحدود الجنوبية.
وأعرب حمادة بالتالي بناء على ما تقدم، عن اعتقاده ان الأوضاع في الجنوب تتهيأ لدخول مرحلة جديدة من الاشتباكات قوامها التصعيد والانغماس أكثر فأكثر في المواجهات والعمليات العسكرية.
وردا على سؤال لفت حمادة في تصريح لـ «الأنباء»، إلى ان المسألة بالنسبة للولايات المتحدة، تقضي بالوصول إلى اتفاقات تضمن أمن إسرائيل، وبالتالي فإن القرار الدولي 1701 لم يعد وفقا للصيغة التي طبق بها قادرا على الاستجابة للطموحات الأميركية خصوصا لجهة استقرار إسرائيل امنيا، ناهيك عن ان إيران تتمسك باستثمارها سياسيا وعسكريا وأمنيا في الساحة اللبنانية، لاسيما في الجزء الجنوبي منها، بما يمكنها لاحقا من الجلوس كلاعب قوي وأساسي على مائدة التسويات في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يشكل نقطة صدام رئيسية، وينعكس سلبا على المساعي الديبلوماسية لحل الأزمة عبر تطبيق القرار 1701، معربا بالتالي عن اعتقاده ان الداخل اللبناني الموازي للداخل السوري عبر الحدود من الجهتين الشرقية والغربية، أصبحت منطقة عمليات واحدة، وذلك في ظل غياب الدولتين اللبنانية والسورية، مقابل تحكم مطلق بأمن الحدود من قبل طهران بواسطة وكيلها حزب الله وميليشيات الحرس الثوري الإيراني، وهو ما سيدفع بالأمور إلى مزيد من التعقيد والتصعيد العسكري.