كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
قررت الحكومة السورية نهاية الاسبوع الماضي، توجيه مذكّرة رسمية إلى الحكومة اللبنانية، حول الأبراج المنتشرة على الحدود، من مصبّ النهر الكبير في الشمال إلى ما بعد منطقة راشيا في البقاع. وأفيد بأن المذكّرة التي وصلت من وزارة الخارجية السورية إلى نظيرتها اللبنانية، تحمل إعلاناً باعتبار الأبراج التي أنشأها البريطانيون لأفواج الحدود البرية الأربعة في الجيش اللبناني على الحدود السورية، “تهديداً للأمن القومي السوري”.
في موقف لبنان – الدولة من هذا التطور، نُسب الى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب قوله ان “لبنان لا يقبل بأن تشكل هذه الابراج اي امر عدائي تجاه سوريا، والهدف من مراقبة الحدود هو وقف عمليات التسلل والتهريب”.
وفي انتظار الرد الرسمي النهائي على الرسالة، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” ان “وقف عمليات التسلل والتهريب”، الذي تحدث عنه بوحبيب، سببٌ كاف كي ينتفض النظام السوري على الابراج. ذلك ان دمشق استفادت ولا تزال، من التهريب عبر الحدود مِن والى لبنان واعتبرته وسيلة لانعاش او “محاولة” انعاش اقتصادها، حيث نقلت اليها المواد الحيوية والدولارات والاغذية والادوية على مر الاشهر الماضية. كما لم تمانع نقل الارهاب الى لبنان وايضا لم تمانع، كي لا نقول، شجّعت هجرة السوريين، سيما غير الموالين منهم للنظام، الى لبنان.
لكن، وفق المصادر، السبب المباشر لهذه الرسالة، يكشفه توقيتُها. فهي أتت بالتزامن مع ارتفاع منسوب الحديث عن نشر ابراج على طول الحدود الجنوبية، مِن ضمن الاقتراحات الدولية، لاعادة تثبيت الاستقرار على طول الحدود الجنوبية، بعد ان اقترحت بريطانيا، نشر الابراج التي ساهمت في إنشائها على طول الحدود الشرقية، جنوبا ايضا.
عليه، يُمكن القول ان رسالة دمشق صيغت بحبر ايراني – “حزب الهي” ايضا، وتدل على رفض هاتين الجهتين لفكرة نشر الابراج جنوبا. فعلى ما يبدو، تبرّعت سوريا بمهمّة ابلاغ القوى الدولية، باعتراض المحور الممانع على اقامة ابراج في الجنوب.
وهنا، تلفت المصادر الى ان ادارة هذه الابراج، شرقا اليوم، وجنوبا في حال أنشئت في المنطقة الحدودية، تعود للجيش اللبناني، لا للبريطانيين.. وتُهمُ تخوين “الجيش” عبر التلميح السوري – الممانِع الى ان هذه الابراج تستخدم لتصفية القيادات المقاومة في سوريا، مردودة لاصحابها، خاصة بعد ان أثبتت تطورات الجنوب مدى اختراق بيئة حزب الله، مِن قِبل العدو الاسرائيلي، تختم المصادر.