نظّمت المديرية العامة للدفاع المدني، إحتفالاً في اليوم العالمي للدفاع المدني، برعاية وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي وحضوره، والمدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، الذي هنّأ “أبطال الدفاع المدني، ويُخالجني إحساس بالإعتزاز بمسيرتي مع أبطال الدفاع المدني، وقبلها في الجيش اللبناني والأمن العام، وعهدي أن أبقى إلى جانب هؤلاء الأبطال متابعاً ومناصراً لقضاياهم أينما كُنت، لأنهم يستأهلون الكثير الكثير ، فهم عنوان النجدة والإطمئنان “.
وأضاف: “يحلّ اليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام ومناطق عزيزة من لبنان تواجه العدوان بتصميم واضح وإرادة لا تنكسر، وملحمة كوكبة الشهداء ماضية في مسيرتها لتروي الأرض بالدماء الزكية. ونحن أيضاً في الدفاع المدني ـــ موظفين ومتطوعين ـــ نقف جنباً إلى جنب مع سائر المنخرطين في مهام الإنقاذ في ساحات الشرف ولا نوفر دماً أو تضحية مهما بلغت لأننا مؤمنون برسالتنا السامية التي تمتزج بالكرامة الوطنية لنستحق سيادتنا واستقلالنا.رسالتنا هذه، لم تكن مهمة وظيفية بل هي عقيدتنا التي لم نحد عنها في كل زمانٍ ومكان. وللمرة الأولى قبل عامٍ بالتمام، هبّ أبطالُ الدفاع المدني بإشارةٍ من دولة الرئيس نجيب ميقاتي ومعالي وزير الداخلية والبلديات القاضي بسّام مولوي، لنجدةِ إخوةٍ لنا في الإنسانية خارج لبنان ممن عاشوا مأساة الزلزال في مناطق من تركيا وأخرى من سوريا وكانوا محط أنظار الجميع بكفاءتهم وخبرتهم”.
وأوضح أنه “لأن كان شعار اليوم العالمي للدفاع المدني لعام 2024 ” بالتقنية نسعى لحمايتكم”، فان الدفاع المدني ـــ رغم انعدام الإمكانات المادية وضعف التجهيزات والمعدات ـــ يؤكدُ مرةً جديدة جهوزيته لتلبية النداء باللحم الحيّ وبكفاءة عناصره ومعنوياتهم اللافتة مهما بلغت التضحيات والأثمان، لقد سقط لنا شهداء وأصيب العديد من أبطالنا ولم يُثنِنا ذلك عن المبادىء والثوابت التي تدعونا للوقوف إلى جانب أهلنا كلما دعت الحاجة. وبالرغم من الأزمات المالية والنقدية التي حلّت بلبناننا العزيز وأصابت الدفاع المدني ، فقد تمكنّا – بدعم من الفعاليات والهيئات الأهلية من إفتتاح عدد من المراكز في أكثر من منطقة لبنانية، وأسّسنا مراكز التدريب على إطفاء الحرائق في الأماكن المغلقة في التحويطة وبرج الملوك وصور بدعم من فرنسا الصديقة، والكتيبتين الإسبانية والإيطالية العاملتين في إطار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب اللبناني. كما باشرنا ببناء مدرسة متخصصة للتدريب على إطفاء حرائق الغابات في حمانا بالتعاون مع جمعيات محلية وأجنبية . علاوةً على كل ذلك، نظّمنا جملة حملات إعلامية متلفزة لتوعية المواطنين وتعزيز قدراتهم على مواجهة المخاطر على السلامة العامة، بالتوازي مع الدورات التدريبية المجانية في المؤسسات العامة والخاصة والتي أدّت إلى خفض معدلات الحوادث بالمقارنة مع سنوات سابقة”.
وتابع: “وها نحن اليوم، نتابع مسيرة التطوير والتحديث عبر إنشاء “وحدة لشؤون الجندرة” بدعم من الإتحاد الأوروبي وبالتنسيق مع المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة ICMPD وكذلك نحن بصدد إنشاء شعبة العمليات الخاصة للتدخل بشكل سريع في كافة أنواع المهمات على جميع الأراضي اللبنانية”.
وقال خطار: “قبل عقدٍ ونيّف من الزمن، تسلمت مهام المديرية العامة للدفاع المدني وعاهدت متطوعيه على الإلتزام بقضيتهم العادلة التي كانت قد أصبحت مثل “حكاية إبريق الزيت” فحملتُ قضيتهم وكنت مُلحاً في المتابعة إلى ان صدر القانون الخاص بتثبيتهم، وكانت المحطة الأولى من الإنجاز، لكن تطبيق القانون لم يكن بالسهولة التي كنا نتوقع، فانطلقنا من جديد على مدى سنوات وكنا كمن يصرخُ في الوادي، إلى حين تولّي معالي الوزير بسّام مولوي وزارة الداخلية والبلديات وشعرتُ بصدقه والتزامه بتطبيق قانون التثبيت منذ اللحظة الأولى، فأثبت انه رجل كلمة إن وعدَ وفى، ولم يهدأ له بال حتى صدور مرسوم التثبيت ومباشرة العمل. مرة جديدة، شكراً لك معالي الوزير بسّام مولوي، أنت كنت رجل عدل، وأصبحتَ رجل دولة”.
وختم: “في اليوم العالمي للدفاع المدني، يُخالجني إحساس بالإعتزاز بمسيرتي مع أبطال الدفاع المدني، وقبلها في الجيش اللبناني والأمن العام، وعهدي أن أبقى إلى جانب هؤلاء الأبطال متابعاً ومناصراً لقضاياهم أينما كُنت، لأنهم يستأهلون الكثير الكثير، فهم عنوان النجدة والإطمئنان. كل عام وأنتم والدفاع المدني بخير، وعسى أن تنقشع الغيمة السوداء وتُطوى صفحة الآلام، ليستعيد لبنان وهجه ودوره بعيداً عن المآسي، من دون أن ننسى كلّ عزيز خسرناه”.