كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يزور وفد تكتل “الاعتدال الوطني” اليوم كتلة الوفاء للمقاومة، لعرض مبادرته عليها. قبيل اللقاء المرتقب، سُجل موقف لحزب الله، هو الاول من نوعه، مِن المسعى “الرئاسي” الذي يضطلع به التكتل. فقد قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله ان “حزب الله مع الحوار الداخلي غير المقيد بأي شروط مسبقة او وضع فيتوات او فرض خيارات، وسندرس بروح ايجابية اي مبادرة ستعرض علينا”. بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن موقف الحزب رمادي وقد يكون “مفخخا”. فتشديدُه على حوار “غير مقيد بشروط”، يوحي بأن حزب الله يريد حوارا غير محدد لا بزمان ولا بمكان ولا بفتح جلسة انتخابية بدورات متتالية، تلي التشاور النيابي. اي انه، بهذه العبارة “الفضفاضة”، قد يكون ينسف المبادرة التي يحملها الاعتدال الوطني.
فالاخيرة، تقوم على تشاور نيابي بين الكتل لا يرأسه أحد.. ستليه جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، لا يقاطعها او يطير نصابَها ايٌ من القوى النيابية، وتُعقد حتى ولو لم يتم الاتفاق على مرشح واحد… وانطلاقا من هذه النقاط الواضحة، التي تحدث عنها اعضاء “الاعتدال” بأنفسهم، وافقت كتل، وعلى رأسها القوات اللبنانية، على المبادرة ودعمتها.
غير ان الحزب يبدو شرع في مسار إحباطها بعد ان لمس ان ثمة امكانية جدية، لأن تحقق خرقا في الجدار الرئاسي. على اي حال، لم يكن موقف فضل الله العصا الوحيدة التي وُضعت في عجلة مسعى الاعتدال. بل مساء الخميس، سُجلت جملة مواقف لمستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، على “شكل” الحوار، وعلى “شكل” الجلسة الانتخابية التي ستعقبه، حيث اعلن انها لن تكون جلسة مفتوحة. خليل، “اليد اليمنى” لبرّي، سأل عمّن سيرأس الحوار، وقال: الحوار ليس تداعيا بين النواب، او لقاءات بينهم في المجلس كما يُقال. الحوار في نهايته تحصل جلسات، تفتتح الجلسة وندخل بالدورة الأولى 86 نصاب و86 نجاح، ثم نذهب الى دورة ثانية وثالثة ورابعة، واذا لم يُنتخب رئيس، لا نترك الجلسة مفتوحة.
في وقت اكد نواب الاعتدال الوطني انهم حصلوا على تعهد من بري بتسهيل مبادرتهم، وبأنه يؤيّدها شكلا ومضمونا، يبدو ايضا ان رئيس المجلس بدأ يتراجع عما وعد به… وفي حال لم ترشح معطيات جديدة، من الضاحية وعين التينة، تُبدد هذه الاجواء السلبية، وتُثبت ان الثنائي داعمٌ للمبادرة كما هي، مِن دون تعديلات، سيصبح القول ان “الحزب والحركة” عطّلا الانتخابات ونسفا مسعى محليا لاجرائها.. بذلك، هما أثبتا انهما يرفضان فصل المسار الانتخابي عن مسار التطورات الاقليمية. وسلوكهُما السلبي، لناحية تعطيل المبادرات و”لحس” رئيس المجلس تعهداته، يجب ان يشكّل عاملا يُخرج الوسطيين وعلى رأسهم تكتل “الاعتدال”، من وسطيتهم ورماديتهم، بعد ان لمسوا لمس اليد، بأن ثمة في لبنان مَن يناور ويراوغ ويبدّي مصالح الخارج، على المصلحة الوطنية العليا، تختم المصادر.