كتب أحمد منصور في “الانباء الكويتية”:
حذر وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال د.هيكتور حجار من أن المنطقة تتعرض لأسوأ سيناريوهات جراء القصف الإسرائيلي، إذ إن إسرائيل تتخطى كل الحدود والمواثيق والمعايير الدولية وكل الاتفاقات، وتعمل خارج المنظومة الدولية، بدعم واضح من الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، منددا بالمجازر الإسرائيلية في غزة وفلسطين على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الصامت، الذي يحاسب ويستقوي فقط على الضعيف، لا على القوي».
وأعرب حجار في تصريح لـ «الأنباء» عن «عدم ارتياحه للأجواء والأوضاع في لبنان بالنسبة لملف رئاسة الجمهورية، معتبرا أن الأمور معقدة، وهناك صعوبة في ان نرى رئيس جمهورية في القريب العاجل، بعد ان ارتبطت الأزمة اللبنانية بالحرب في غزة وأزمة المنطقة، متمنيا النجاح والتوفيق لجميع المبادرات والخطوات التي تهدف إلى إيجاد الحلول للأزمة اللبنانية».
وقدم الوزير حجار صورة موجزة عن الوضع الاجتماعي في مناطق جنوب لبنان في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية وانعكاساتها السلبية على لبنان. وأكد «ان الحرب في الجنوب تختلف عن كل الحروب، إذ إن إسرائيل تتقن فن الضربات والاعتداء على كل المناطق اللبنانية، لخلق حالة من الركود الاقتصادي والهلع لدى المواطنين وترهيبهم، وهذه الاعتداءات وتوسع رقعتها، تتم بفن وتقنية وحرفية متقدمة، بهدف شل الجنوب اللبناني والبقاع، لذلك فإن كيفية المواجهة لا يمكن ان تكون على مستوى حجم العدوان، لأن هناك قسما كبيرا من لبنان لا تتحرك فيه العجلة الاقتصادية، بالإضافة إلى أزمات الدولة كلها، فهناك مشكلة الإضرابات لتصحيح الرواتب في القطاع العام، ولدينا مشكلة في إيقاف المساعدات، نتيجة الأزمة الدولية بالدعم المالي، وفي الوقت نفسه لدينا الحرب المتنقلة والتكنولوجيا المتقدمة في الجنوب، التي تحصد الشهداء في منازلهم وسياراتهم وعلى الطرقات».
وردا على سؤال، قال: «المجتمع الدولي غير متحمس لإغداق لبنان بالمساعدات. هناك محاولة لسد الحاجات، من خلال مبادرة من الدولة والمجتمع المدني، بالإضافة إلى مبادرات عربية وأجنبية محدودة، ولكن لم تصل إلى مستوى الاستجابة الحقيقية».
وأضاف: «الجنوبيون اليوم يتعاملون مع موضوع الحرب على نحو يختلف عن العام 2006، فهم يرفضون ترك مناطقهم، لأنه بعد العام 2006، مازال يحمل ابن الجنوب، بقلبه وجسده الكثير من الجروح جراء الحرب البشعة. لقد التقيت خلال جولة لي على القرى الحدودية العديد من الأهالي، فأكدوا انهم على استعداد للموت في ارضهم وعدم تركها، على الرغم من عدم توافر مقومات العيش، وللأسف ان المؤسسات الدولية لا تقصد هذه المناطق، والدولة اللبنانية ببنيتها الإدارية انسحبت من هذه المناطق إلى مناطق أكثر أمنا، يعني أصبحت هذه المناطق متروكة، وثانيا هناك العديد من النازحين رفضوا المكوث في مراكز إيواء عامة، ولجأوا إلى أقاربهم والأصدقاء». ونوه حجار بدور البلديات الجنوبية من صيدا إلى النبطية والزهراني وجزين وصور، مؤكدا ان هذا العمل البلدي يخفف من الأعباء، حيث يتم تأمين النازحين بالمنازل وتقديم المساعدات من خلال اللبنانيين في بلاد الانتشار، وأن عدد النازحين من الجنوب يزداد يوما بعد يوم، والمؤسسات الدولية تقدم مساعدات محدودة، في وقت يتعرض فيه أطفال الجنوب لأبشع أنواع الحرب، حيث توفوا بفعل الحرب عن متابعة دراستهم، مشيرا إلى أن مقاربة هذا الوضع المأساوي سنة 2024 مع موازنة معدومة للاستجابة بالجنوب، صعبة جدا».
ولفت إلى انه على الرغم من هذا الوضع المأساوي، هناك مبادرات على مستوى عدة وزارات، للتخفيف عن أهلنا في الجنوب، وعلى سبيل المثال، المبادرة التي تقوم بها وزارة الشؤون الاجتماعية للدعم النفسي المجاني على مستوى كل الجنوب، وثانيا المتابعة عبر سيارات نقالة للطب النسائي مع فحوصات مجانية، والدعم الذي يتم على مراحل متعددة بالنسبة للمواد الغذائية والطحين، واليوم اصبح هناك تحويل مادي محدود بقيمة المليوني ونصف مليون دولار إلى أهل الجنوب للفئات التي لديها إعاقة تم دعمها بتحويل مادي، وهناك مبادرات كثيرة لكنها لا تصل إلى مستوى الاستجابة للأزمة الجنوبية، المبادرات بسيطة جدا مقارنة بالوضع الجنوبي المأساوي.