جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونية:
على وقع العدوان الإسرائيلي المستمر على جنوب لبنان، واستخدام العدو القذائف الثقيلة والمدمّرة في هدم المنازل ومساواتها بالأرض، كما جرى في عدد من القرى الحدودية التي تعرضت لهذا النوع من القصف من بينها كفركلا وعيتا الشعب، وصل الى لبنان أمس الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لاستكمال مساعيه الهادفة لتخفيف التوتر في الجنوب.
هوكشتاين الذي دشّن لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين بزيارة الى عين التينة، التقى فيها الى جانب الوفد المرافق والسفيرة الاميركية ليزا جونسون رئيس مجلس النواب نبيه بري على مدى ساعة ونصف، كما التقى الرئيس وليد جنبلاط، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزف عون، ووزير الطاقة وليد فياض، ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أعلن أنه موجود في لبنان بعد أسبوعين من المواجهات العنيفة على طرفي الحدود، آملاً التوصل لتخفيف التوتر والتوافق على وقف لإطلاق النار، لأن التصعيد برأيه لا يفيد الطرفين.
مصادر مواكبة لحراك الموفد الأميركي وصفت لجريدة “الأنباء” الالكترونية كلام هوكشتاين من عين التينة بعد لقاء بري “بالغامض، فهو من جهة يدّعي العمل على تخفيف التوتر على الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل، ومن جهة أخرى لا يرى أن الهدنة في غزة ستمتد الى جنوب لبنان، كما قال، وكأنه بذلك يعمل على فصل ما يجري في غزة عن الوضع المتوتر في جنوب لبنان، على الرغم من تأكيد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أكثر من مرة أن فتح جبهة الجنوب جاء لتخفيف الضغط على غزة انطلاقاُ من مبداُ وحدة الساحات، لكن التهديدات الاسرائيلية المستمرة تنبئ بمخططات أسوأ تجاه لبنان”.
في السياق، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية تعليقاً على زيارة هوكشتاين الى لبنان أنه “من الواضح أن هناك مسعى جدياً لتبريد الأجواء على جبهة الجنوب”، متمنياً أن “يكون ذلك شاملاً وأن يساعد على التوصل لوقف لإطلاق النار في الجنوب وفي غزة على أمل أن تثمر هذه الجهود وقفاً لإطلاق النار، لكن هذا الموضوع هو بيد اسرائيل ومدى استعدادها للتجاوب مع هذه الجهود”.
ولفت موسى الى “حديث جدي لوقف إطلاق النار بعد إطالة أمد الحرب التي لم تحقق اسرائيل فيها أي هدف من اهدافها غير القتل والدمار وتخطي كل الاعراف الدولية”، مضيفاً “إسرائيل لديها مشكلة وتعتقد بأنها تستطيع حلّها بالحرب وفتح الجبهات، لكن بكل الاحوال مطلوب أن يكون هناك استجابة لوقف إطلاق النار، وزيارة هوكشتاين تندرج تحت هذا العنوان”.
موسى أكد أن “لبنان جاهز لتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وعلى الدول المعنية الضغط بالمقابل على اسرائيل من أجل تطبيق هذا القرار، فيما كل ما يحكى عن تراجع لهذا الطرف او ذاك لا معنى له بعد الالتزام بتطبيق الـ1701”.
وفيما تحدثت معلومات عن سلة متكاملة حملها معه هوكشتاين بما فيها رئاسة الجمهورية، لم ير موسى أي رابط بين زيارة الموفد الأميركي وهذا الملف، “لأن الأولوية هي لوقف إطلاق النار”، لكنه أشار الى “حراك محلي في هذا المجال على أمل ان يستمر هذا الحراك بانتظار معرفة ردود الكتل النيابية على مبادرة كتلة الاعتدال الوطني وما قد تسفر عنه”، وقال: “بكل الأحوال مهم جداً ان يكون هناك حوار جدي من أجل انتخاب رئيس جمهورية بالسرعة اللازمة لأن ليس هناك من أسباب موجبة لإطالة أمد الشغور الرئاسي”.
حيال كل ذلك، يبدو أن لبنان على منعطف خطير في حال لم تشمل الهدنة المتوقعة في غزة الوضع المتوتر في جنوب لبنان في ظل التهديدات الاسرائيلية بنقل الحرب من غزة الى الجنوب تحت عنوان اعادة النازحين الى المستعمرات في شمال الأراضي المحتلة.