IMLebanon

علوش: تطبيق الـ1701 من عدمه في طهران

كتبت زينة طباره في “الانباء الكويتية”:

رأى النائب السابق د. مصطفى علوش ان مهمة المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين لإنهاء التصعيد في الجنوب وتطبيق القرار الدولي 1701، ستبقى تراوح مكانها ولن تخرج اقله في الوقت الراهن من قمقم المصالح السياسية والشعبوية لكل من الفريقين المتحاربين، فالمشكلة الأساسية من وجهة نظر علوش، ليست فقط لدى حزب الله الذي تقضي مصلحته بإبقاء الجنوب على رمال متحركة لتعزيز اوراق ايران في مفاوضاتها مع الغرب ولو على حساب دماء اللبنانيين ودمار لبنان، انما أيضا لدى إسرائيل عبر انتهاكها شبه اليومي للقرار 1701 منذ صدوره في العام 2006، بحجة وجود إرهاب على حدودها، يهدد امن المستوطنات في الشمال.

وإزاء ما تقدم، لفت علوش في تصريح لـ «الأنباء» إلى انه وبغض النظر عن خيارات حزب الله وإسرائيل، فإن المبعوثين الدوليين وفي مقدمهم اموس هوكشتاين يتوجهون إلى المكان الخطأ لإنجاز مهمتهم، لأن سيف الفصل في تطبيق القرار 1701 من عدمه، موجود في طهران وليس في عين التينة والسرايا الحكومي ووزارة الخارجية، وذلك لاعتباره ان ما تريده ايران وتسعى اليه من خلال فصائلها المسلحة في لبنان، هو قبض الثمن السياسي لقاء التهدئة في الجنوب وتطبيق القرار 1701، ناهيك عن تعزيز شروطها التفاوضية مع الغرب، ما يعني ان الوساطات الدولية في ظل وجود مصلحة لإسرائيل بتوسيع رقعة المواجهات العسكرية لتغطية ما تخطط له في غزة، وفي ظل المصلحة الإيرانية بإبقاء المنطقة مشتعلة بما فيها جنوب لبنان، ستبقى على فشلها، ولن تحصد بالتالي سوى الريح.

وعليه، أكد علوش ان عدم نجاح الوساطات الدولية في انجاز مهامها، لا يعني حتمية انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، خصوصا ان ايران ليست مستعدة لخوض حرب مماثلة، بدليل مسارعتها يوم السابع من أكتوبر 2023، إلى غسل يدها من عملية طوفان الأقصى الحمساوية، وبدليل أيضا عدم ردها على اغتيال قادة إيرانيين ومن حزب الله في لبنان وسورية، لكن من الثابت والأكيد مقابل ما تقدم، ان انغماس حزب الله في الدفاع عن غزة تحت شعاري «الطريق إلى القدس وتوحيد الساحات»، يعطي إسرائيل فرصة للتمادي في ارتكاب المجازر ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني نساء واطفالا وشيوخا، معتبرا من جهة ثانية، ان ما يحكى عن استعدادات إسرائيلية للتوغل برا في الداخل اللبناني، احتمال ضئيل ان لم نقل غير قابل للنفاذ إلى ارض الواقع بسبب الردع الدولي لمثل هذا الخطأ، لكن يبقى الاحتمال الأكثر واقعية، هو تكثيف إسرائيل لطلعاتها الجوية واطلاق العنان لآلتها العسكرية، لتدمير ما باستطاعتها تدميره في لبنان.

وختم علوش مشيرا إلى ان حزب الله نظم لنفسه «وكالة عن اللبنانيين» تجيز له مقاومة اسرائيل والدفاع عن الجنوب، وذلك لتغطية أجندته الإيرانية وسلاحه خارج امرة المؤسسة العسكرية والشرعية اللبنانية، لكن ما يجب الإضاءة عليه بأسف شديد، هو ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الموجود صوريا في سدة رئاسة الحكومة، يمثل عمليا صوت حزب الله على المستوى الرسمي، وما كلامه بأن قرار الحرب في الجنوب من عدمه ليس لدى الحكومة انما لدى حزب الله، سوى خير شاهد ودليل.