كتبت لورا يمين في “المركزية”:
تستمر الجهود الدولية للتوصل الى هدنة في غزة قبل رمضان. امس، أعلنت حركة حماس، أنها ستواصل التفاوض عبر وسطاء للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقال بيان للحركة: أبدت حماس المرونة المطلوبة بهدف الوصول إلى اتفاق يقضي بوقف شامل للعدوان على شعبنا، غير أن الاحتلال لا زال يتهرب من استحقاقات هذا الاتفاق، خاصة ما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار وعودة النازحين والانسحاب من القطاع وتوفير احتياجات شعبنا. وتابع “ستواصل الحركة التفاوض عبر الإخوة الوسطاء للوصول إلى اتفاق يحقق مطالب شعبنا ومصالحه”.
اليوم، افيد ان إسرائيل رفضت شروط حماس لوقف إطلاق النار بعد مشاورات عدة في القاهرة. وقال مسؤول كبير في “حماس” لـ”رويترز”: إسرائيل تصرّ على رفض وقف العدوان والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين.
العاملون على خط إنضاج التسوية، استبقوا الرد الاسرائيلي، بتكثيف ضغوطهم على تل ابيب كي تعطي جوابا مسهّلا للتهدئة. في السياق، بعث الوسيطان القطري والمصري برسالة إلى اسرائيل تؤكد رفضهما لأي تحرك عسكري في مدينة رفح جنوب القطاع أو استمرار إطلاق النار خلال شهر رمضان.
في السياق ذاته، وفي إطار مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار، التقى وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن في واشنطن، الثلثاء، رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية أن بلينكن أعرب خلال اللقاء، عن شكره لرئيس الوزراء القطري إزاء التنسيق الذي تقوده قطر من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار إنساني عاجل يضمن إطلاق سراح الأسرى وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الحيوية إلى غزة. وأشار البيان أن الجانبين بحثا مسألة التخطيط لمستقبل مستقر وآمن للشعب الفلسطيني. وأكد بلينكن دعم الولايات المتحدة الأميركية لمسار يقود لإقامة دولة فلسطينية مع ضمانات أمنية لإسرائيل.
هذا في العلن. اما في الكواليس، فالاتصالات مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، لم تنقطع، سيما من قبل الجانب الاميركي، وشهدت ايضا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ”المركزية”، جملة نداءات وتنبيهات من مغبة عرقلة التوصل الى اتفاق قبل رمضان.
وبحسب المصادر، لم تكتف واشنطن بهذه التحذيرات، بل ارفقتها بتلميح الى امكانية قطع مسار ارسال الاسلحة الى اسرائيل في حال عطّلت المسعى الجديد للتهدئة في الاراضي المحتلة ونسفت صفقة تبادل الاسرى والرهائن، والاخطر، سيكون في حال أقدمت على شن عملية عسكرية على رفح.. فهل نفعت هذه التهديدات كلها؟ الجواب النهائي سيتظهر في قابل الايام، غير ان نتنياهو يبدو، وفق المعطيات الاولية، مستمر في “جنونه” غير آبه بالتداعيات.