IMLebanon

هل قرر “الحزب” استبدال غطاء باسيل بفرنجية؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

لطالما كان حزب الله حريصا على مسايرة التيار الوطني الحر، وقد احتوى كل التباينات معه في الآونة الاخيرة، وفضّل ترك معالجة القضايا الخلافية بينهما – وقد كثرت في الاشهر الماضية – للغرف المغلقة، وتحاشى الحديثَ عنها في الاعلام. غير ان هذا الواقع تبدّل. ففي موقف واضح اطلقه الرجل الثاني في الحزب، لم يخف وجود تباينات وبدا يعلن انها لن تحلّ قريبا وان العلاقة باتت في وضعية “الاتفاق على عدم الاتفاق”.

نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قال في حديث تلفزيوني الاربعاء “اننا وصلنا إلى قناعات مختلفة مع التيار الوطني الحر ورؤية مختلفة، وقد إتفقنا على أن كل طرف يعبّر عن رأيه، وقد وصلنا إلى إختلافات بقضايا متفرقة وأخذنا القرار في الحزب أننا لن نقوم بسجال مع التيار، والتفاهم معلّق الا ان قنوات الاتصال مازالت مفتوحة”.

في الموازاة، كان رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل، يكرر في المقابل “وثيقة التفاهم تطرقت إلى الدفاع عن لبنان، لكنها لم تتناول تحرير فلسطين التي هي أصلاً مهمة الفلسطينيين على أرضهم، وليس انطلاقاً من أرضنا، ونحن يمكننا أن نساند هذه القضية سياسياً وإعلامياً، لكن تحرير فلسطين ليس من مسؤوليتنا”. اضاف “حزب الله” متمسك بموقفه الرافض وقف إطلاق النار في لبنان ما لم يتم وقف إطلاق النار في غزة… “التيار” يقف مع “حزب الله” في الدفاع عن لبنان، لكنه لا يفعل ذلك في شن الحروب من أجل الآخرين “فلبنان تفككت مؤسساته، وانهار اقتصاده، وهو لا يملك مقومات المبادرة بخوض الحرب ضد إسرائيل، لذلك عندما يصبح هدف (حزب الله) تحرير القدس لا يمكننا أن نؤيده، فاتفاق مار مخايل نص على حماية لبنان فقط وحماية الوحدة الوطنية التي تمر باحترام الشراكة المتناصفة والمتوازنة بين مكونات الوطن”.

في ظل هذه الوقائع، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، إن ثمة كرا وفرا اليوم بين الطرفين. باسيل يواصل انتقاد الحزب، خشية انعكاس الحرب عليه ومراهنا على ان الاخير، في نهاية المطاف، سيسايره، و”يقف عند خاطره”، لانه بحاجة الى غطاء مسيحي لن يؤمّنه له الا التيار . والحزب في المقابل، تقدّم خطوة في مسار الابتعاد عن “البرتقالي”، مراهنا على ان الاخير سيشعر انه بات “وحيدا”، فيقترب مجددا من الضاحية. لكن وفق المصادر، من غير المستبعد ان يكون الحزب – سيما بعد كلام قاسم الحازم – قرر فعلا الذهاب نحو نوع من “الطلاق” مع التيار معوّلا على ان الغطاء الذي يحتاجه “مسيحيا” سيؤفّره له رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي سيصبح – في حسابات الحزب – رئيسا للجمهورية. وقد اكد قاسم في المقابلة عينها، ان لا مرشح آخر سواه، للرئاسة الاولى.. ويمكن اعتبار الزيارة التي قام بها وفد من الوفاء للمقاومة للرئيس ميشال عون اليوم، دليلا على ان الحزب، قرر شبه “القطيعة” مع باسيل، الا انه لا يزال “يحترم” عون الذي ابرم معه، اتفاق مار مخايل، تختم المصادر.