IMLebanon

بري المعبر الاميركي للبنان وله قد يُمنح مفتاح التسوية!

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

بعين الثقة والرضى ينظر الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى رئيس مجلس النواب نبيه بري . ثقة تضاعف حجمها بعد انجاز ملف ترسيم الحدود الذي لعب فيه دور البطولة وتمكن بحنكته المعهودة من اقناع المعنيين من الافرقاء اللبنانيين بمعية هوكشتاين من توقيع الاتفاق، على رغم جبهة المعارضة الواسعة للتنازل عن الخط 29 لا سيما من الوفد العسكري اللبناني الذي تولى المفاوضات.

يدرك المستشار الاميركي مدى قدرة بري ومَونَته على معظم القوى السياسية حتى المعارضين منهم في عدد من الملفات التي تتقاطع حولها المصالح، ويرى فيه مفتاح الحل اللبناني وفي يده الحل والربط، فتبدأ زياراته لبيروت من عين التينة ويُجري اتصالاته معها حينما يكون خارجها، فالاجابات دائما لديه وعبره، سلبا او ايجاباً.

في زيارته مطلع الاسبوع تحت عنوان منع تدحرج الحرب الى لبنان، طلب هوكشتاين من بري توفير ضمانة من حزب الله باطفاء الجبهة وتنفيذ القرار 1701اثر التوصل الى هدنة في غزة. وعده رئيس المجلس خيرا مشترطا في المقابل نزع ضمانة من اسرائيل بتنفيذ القرار الدولي من جانبها ووقف كل اشكال الاعتداء على لبنان. ذلك ان الحزب يرفض بأن تستمر اسرائيل لاحقا بتوجيه ضربات على مواقع المقاومة على غرارما يحصل في سوريا.حمل هوكشتاين اجوبة على اسئلة طرحها عليه الرئيس بري حينما تسلم منه افكار المبادرة الاميركية قبل البدء بمناقشتها وعرضها خطيا على المسؤولين. وتولى بري وضع الحزب في اجواء مهمة هوكشتاين فرفض اي بحث في الموضوع قبل وقف النار في غزة.

توجه الموفد الاميركي الى تل ابيب واجتمع الى المسؤولين، لكنّه لم ينتزع اي ضمانة، من شأنها ان تطمئن حزب الله. وجاء تعثر مفاوضات القاهرة حول هدنة رمضان ليزيد الطين بلة ويشغل الدبلوماسية الاميركية في ما هو أهم ، ذلك ان تداعيات انهيار المفاوضات حول غزة ستكون وخيمة على المنطقة برمتها.

تقول اوساط دبلوماسية لـ”المركزية” ان واشنطن لن تسمح لنتنياهو بتفجير جنونه في المنطقة وستواصل ضغطها الدبلوماسي لحمله على القبول باتفاق الهدنة وعدم تنفيذ نظريته بالمفاوضات “عالسخن”، وذلك مقابل ضمان مستقبله ومصيره في حقبة ما بعد التسوية ، ذلك ان الرجل يخشى مع تشكيل حكومة جديدة واجراء انتخابات ان يلقى المصير البائس ويزج في السجن.

وعلى هذا الاساس، يواصل هوكشتاين مسعاه الدبلوماسي لانهاء العمليات العسكرية في الجنوب وانسحاب وقف النار في غزة حينما يحصل على الجنوب.وتضيف ان الموفد الاميركي لم يحضر الى بيروت، لو لم يكن يحمل معطيات جديدة مستندة الى قرارات اميركية ، اقلها التوصل الى هدنة لـ6 اسابيع .

الاوساط نفسها تشير الى ان الرئيس بري حال بلوغ الاتفاق لهدنة غزة سيعيد تشغيل محركاته مع الدبلوماسية الاميركية “لانه الوحيد الذي يعرف كيف يتحرك من دون ضجيج وفي الوقت المناسب، وهو القادرعلى انجاز الاتفاقات والاستحقاقات من منطلق تواصله مع جميع القوى السياسية بمن فيها التيار وقيادته. انذاك ستبرم التسويات، ولبنان من ضمنها فيتولى الرئيس بري ادارة المخرج التسووي ويسوقه لدى مختلف الاطراف من ضمن سلة حل شامل تتضمن الأمن والرئاسة وصولا الى تشكيل الحكومة”.

باختصار، حل ازمة لبنان بكل تشعباتها يرتكز الى تطبيق اتفاق الطائف، وقد ثبت ان كل المشاريع التقسيمية سقطت، مستشهدة بموقف لافت لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب امام وفد كتلة الاعتدال الوطني الذي زاره في سياق الاتصالات لتسويق مبادرته الرئاسية ، اذ قال “ان الخلاص من خلال تطبيق الطائف”. صيغة الطائف ومعادلة المناصفة هي الفضلى وعلى القوى السياسية جميعها تطبيقه بالكامل وليس استنسابيا ووفق مصالح البعض.الطائف يرفض اي سلاح خارج الشرعية ويدعو لانشاء مجلس شيوخ واعتماد اللامركزية الادارية، وفي ذلك خلاص للبنان على كل المستويات، تختم الاوساط.