كتبت جوانا فرحات في “المركزية”:
كما في الشكل كذلك في المضمون. فاللقاء الذي جمع السفيرة الأميركية ليزا جونسون والنواب نعمة افرام وميشال معوض وآلان عون والياس حنكش والياس اسطفان وميشال دويهي ومارك ضو وهاكوب ترزيان وسجيع عطية في دارة النائب ميشال ضاهر بدعوة منه كان ” مجرد دعوة غذاء” بحسب أحد النواب المشاركين.
وإذ اقتصرت “المقبلات” على ” جولة سريعة في مستجدات مبادرة تكتل “الإعتدال الوطني” لانتخاب رئيس للجمهورية وقد تولى عضو التكتل النائب سجيع عطيه تحضيره وتوزيعه على الحضور، بحيث أطلعهم على مستجدات المبادرة التي توقفت عقاربها عند كتلة “الوفاء للمقاومة” ، إلا أن أجواء من الإيجابية انسكبت على المائدة مع تظهير موقف حزب الله “المرن” وقد تجلى في الساعات الأخيرة في زيارة وفد من الحزب يرأسه النائب محمد رعد الرابية ولقائه مع الرئيس السابق ميشال عون. واللافت أن رئيس التيار الوطني الحر والنائب جبران باسيل تبرّأ من اللقاء وما دار فيه من نقاشات بحسب ما صرح في حوار مساء أمس مع أحد الإعلاميين عبر محطة إل بي سي .
مرونة مواقف حزب الله لم تنسحب على مبادرة “الإعتدال”. فوفد التكتل النيابي الذي طرح مضمون مبادرته على وفد من نواب الوفاء للمقاومة منذ يومين التمس تقدير الحزب لحراك الكتلة، لكنه طرح العديد من الاسئلة والهواجس لا سيما لجهة رغبة حزب الله الاساسية بإنتخاب رئيس للجمهورية يحمي ظهر المقاومة ولا يطعنها. وهذا حتما سينسحب على البيان الحكومي الذي يراد منه أن يكون نسخة عن السلف بتضمينه شعار جيش مقاومة وشعب وهذا ما ترفضه المعارضة اليوم سلفا.
وإذ يبدي الحزب دعمه بالكامل “لكل” مبادرة تهدف إلى انتخاب رئيس للجمهورية إلا أن الشروط التي يضعها تؤكد أنه لا يريد أن يفتح الطريق أمام النواب لممارسة هذا الإستحقاق الدستوري إلا إذا كان المرشح على قياس مخططات الحزب. وهذا ما فُهِم من كلام النائب رعد عندما أجاب على سؤال عن موقف حزب الله من مبادرة الإعتدال الوطني إذ قال” نحرص على التوصل إلى مخرج وفاقي للأزمة الرئاسية وانتخاب رئيس يمارس صلاحياته الدستورية في إدارة شؤون البلاد”.
مصادر نيابية شاركت في اللقاء في دارة النائب ضاهر تؤكد لـ”المركزية” أن الجلسة إلى مائدة النائب ضاهر لم تتخللها حوارات جانبية ولم يتم التطرق إلى ملف الإنتخابات الرئاسية في العمق بمعنى أنه لم يتم التباحث في أسماء مرشحين وخيارات ثانية أو ثالثة. “كل ما في الأمر أنها كانت دعوة غداء استعرضنا في خلالها نتائج مبادرة الإعتدال وتأييد اللجنة الخماسية لها مما يعطيها حافزا للوصول إلى خواتيم إيجابية”.
وعن مشاركة السفيرة الأميركية التي كانت تثني على حسن الضيافة و” كرم المازة اللبنانية وإعجابها بالأطباق” تؤكد المصادر أن مداخلتها في طبق الجلسة الأساسي أي مبادرة الإعتدال اقتصرت على دعمها وضرورة استكمالها “.
سريعا انتهى لقاء الغداء بحسب المصادر، بسبب ارتباط السفيرة الأميركية بموعد آخر، وتم التوافق على دعم المبادرة وتسويقها لإنجاحها. فأي من الحظوظ سيكتب لها؟ وهل تكون على غرار المبادرات التي طرحت سابقا علما أن المطلوب واحد: فتح باب مجلس النواب وتوجه النواب للمشاركة في جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية لا أكثر ولا أقل؟!.
المصادر تؤكد لـ”المركزية” تفاؤلها في نجاح هذه المبادرة خصوصا أنها تلقى الدعم التام من قبل اللجنة الخماسية إلى جانب 100 نائب في البرلمان، لكن يبقى أن ننتظر جواب حزب الله ليبنى على الشيء مقتضاه”.
ثمة لقاءات وموائد كثيرة في انتظار أن يكتب سيناريو آخر لحظات الفراغ الرئاسي في لبنان. وثمة انتظارات طويلة طالما أن مفتاح المجلس النيابي باقٍ في يد الثنائي أي الرئيس نبيه بري. فهل تكتب له الخواتيم التي تبشر بولادة رئيس للجمهورية أم برزنامة فراغ جديدة؟