كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث صحافي اليوم ان “الأمانة العامة للبرلمان هي مَن توجّه الدعوة للكتل النيابية للمشاركة في الحوار الذي سأترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة، لعل التلاقي على طاولة مستديرة يؤدي إلى التوافق على اسم مرشح معيَّن من شأنه أن يسهّل انتخابه، لأن الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان تتطلب منا اليوم قبل الغد وضع حد لاستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية”.
بهذه الكلمات، حسم رئيس المجلس، مرة لكل المرات، الجدل الدائر اعلاميا وسياسيا، حول شكل الحوار الذي تسوّق له كتلة الاعتدال الوطني. وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن ثمة مَن حاول ان يلعب على القوى المعارضة في الفترة الماضية، لاقناعها بالسير بمبادرة “الاعتدل”، وبدعمها.
وعلى الارجح، تقصّد البعض في الكتلة ان يُسمِع المعارضين ما يريدون سماعه، وتحديدا لجهة “التداعي الى التشاور الذي لا يرأسه احد”، و”الجلسة الانتخابية المفتوحة التي لا يطير احد نصابها”، وذلك للحصول على موافقتها على المبادرة. وهذا ما حصل مع القوات اللبنانية مثلا.
غير ان الهدف من كل هذه اللعبة، المنسّقة مع بري وربما ايضا مع بعض عواصم “الخماسي الدولي”، كما يبدو، كان واحدا من اثنين: اما ملء الوقت الضائع رئاسيا وسياسيا ومحاولة تصوير “القوات” على انها انقلبت على موقفها بين ليلة ضحاها، فوافقت على طرح “الاعتدال” قبل ان تعود وترفضه .. او التعويل على ترحيب بعض اركان “الخماسي” بفكرة الحوار، علّ موقفهم يؤثّر على نظرة المعارضين اليه، فيحصل الحوار برئاسة بري وفي حال لمس الاخير ان الاكثرية باتت مؤمنة لمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يدعو الى جلسة انتخاب.
لكن تبيّن، تتابع المصادر، ان احدا، لا في الداخل ولا في الخارج، لا “يمون” على المعارضين في مسألة احترام الدستور وما ينص عليه، لانه ليس وجهة نظر او ديكور، وهو لا يقول بطاولات حوار يفترض ان تسبق كل عملية انتخابية، بينما فكرة التشاور بين الكتل لمحاولة التفاهم في ما بينها، أمرٌ مرحّب به ولا ضير فيه.
وتبين ايضا ان رئيس المجلس، في مرحلة دقيقة وحرجة من تاريخ لبنان، حاول ومعه بعض القوى السياسية، “التشاطر” على المعارضة وتمرير بعض الالاعيب، الا انها هذه المرة، لم تمر، خاصة وان محاضر لقاءات “الاعتدال” موجودة، والافكار التي طرحها التكتل على القوى السياسية، مدوّنة وواضحة، وتفضح مَن انقلب عليها… تختم المصادر.