كتبت زينة طبارة في “الانباء الكويتة”:
رأى الخبير في الشؤون العسكرية الاستراتيجية العميد الركن المتقاعد خليل الحلو، أن الكلام عن اجتياح إسرائيلي بري لجنوب لبنان ليس إشاعة، ولا هو مادة للاستهلاك الإعلامي ضمن ما يسمى بالحروب النفسية بين متحاربين، إنما يجسد رغبة إسرائيلية حقيقية منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، إلا أن تحذيرات البيت الأبيض وضغوطاته على الحكومة الإسرائيلية حالت حتى الساعة دون تنفيذها، مستدركا بأنه ما يجب الإضاءة عليه والتنبه منه هو أن الضغوطات الأميركية بدأت مع دخول الولايات المتحدة مدار الانتخابات الرئاسية، وانشغال الرئيس الأميركي جو بايدن بتحسين وضعه الانتخابي، بالانخفاض والتراجع، الأمر الذي ستستغله الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ مآربها العسكرية سواء في غزة أم في جنوب لبنان.
وعليه، أكد الحلو، في تصريح لـ «الأنباء»، ان احتمال حصول توغل إسرائيلي في جنوب لبنان، جدي للغاية، ويستند بجديته إلى 3 معطيات هي التالية:
1 ـ تأييد نسبة 70% من الرأي العام الإسرائيلي أولا للحرب على حزب الله، وثانيا لاستمرار الحرب في غزة حتى إنهاء حركة حماس وتحرير الرهائن.
2 ـ تحذيرات كبار المحللين العسكريين في الأقطاب الأربعة، إضافة إلى سفراء الدول الغربية في بيروت، من عمل عسكري إسرائيلي في الجنوب، وذلك خلافا للقراءة التي خلص إليها حزب الله، بأن إسرائيل غير قادرة عمليا على فتح جبهة ثانية مع لبنان بالتوازي مع جبهة غزة.
3 ـ تصنيف العلوم العسكرية للوقائع الميدانية الراهنة في جنوب لبنان بـ «حروب الاستنزاف» التي غالبا ما تكون تمهيدا لعمليات عسكرية برية.
وردا على سؤال، لفت الحلو إلى انه على الدولة اللبنانية ان تتمسك عمليا لا لفظيا بتنفيذ كامل القرارات الدولية وفي طليعتها القرار 1701، علما ان ممانعة حزب الله ومن خلفه ايران في تطبيق القرار المذكور، مبنية على عدم استعداد طهران للتراجع خطوات إلى الوراء، وذلك لاعتبار الاخيرة انها حتى الساعة هي الرابح الأكبر ميدانيا، وعلى ما يبدو أنها لم تدخل في حساباتها إمكانية انزلاق الوضع الراهن إلى مواجهة عسكرية بينها وبين الولايات المتحدة، وتتحكم من خلال حزب الله بمصير الجنوب وفقا لما تقتضيه مصالحها في المنطقة، لكن على الدولة اللبنانية في الوقت عينه أن تحسم قرارها لمنع انزلاق لبنان إلى ما لا تحمد عقباه.