كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
اكثر من صيغة يتم التداول بها بين كبار السياسيين والدول اللاعبة على الساحة اللبنانية، للتفاهم على اسس معينة ومقبولة،تصلح لتشكل الحل المطلوب فور انتهاء حرب غزة وتهدئة الاشتباكات المسلحة على الجبهه الجنوبية مع إسرائيل، تشمل المباشرة بحل ازمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية اولا، وتشكيل حكومة جديدة فورا، وبدء مقاربة ومعالجة الازمات، اقتصاديا وماليا ومعيشيا،والنهوض بالدولة والمؤسسات عموما.
كيف يتم تسويق الصيغة المتداولة، ومن هي الدول والاطراف المولجة بالمساعدة لتنفيذها؟
ما تزال الصيغة المتداولة المطروحة، لحل الازمة اللبنانية،موضع تشاور وتبادل افكار ووجهات نظر، والاطلاع على مواقف كل الاطراف السياسيين الأساسيين المعنيين بالحل، والأخذ بملاحظاتهم وافكارهم وهواجسهم، لأجل تحسين وتطوير الصيغة، لكي تكون مكتملة من كل جوانبها وقابلة للنجاح والتنفيذ، بكل بنودها.
وتنطلق الجهات التي باشرت التحضير لوضع الصيغة المتداولة في مهمتها من نقطتين اساسيتين، الاولى انه يجب عدم انتظار انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وقد تطول أكثر مما هو متوقع او في وقت قريب، ولكنها حتما ستنتهي في يوم ما، ولا بد من استغلال الوقت الحاضر،لتحضير مبادرة بالتشاور مع مختلف الاطراف والدول المهتمة بمساعدة لبنان لحل الازمة الناجمة عن تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، لملاقاة التفاهمات الاقليمية والدولية الناجمة عن حرب غزّة ونتائجها، في حال أسفرت عن حل الدولتين، او تم تجاهل هذا المطلب، واستمرت إسرائيل بتمييع وتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،وما قد ينجم عن هذا الوضع من استمرار الصراع الدائر بالمنطقة في المرحلة المقبلة،وتداعياته السلبية،على لبنان والدول المجاورة لفلسطين المحتلة.
وتخشى الجهات التي تحضّر للمبادرة ان تأتي التفاهمات والاتفاقات المرتقبة بعد حرب غزة، على حساب لبنان وسيادته واستقلاله،في حال تأخر إنجاز حل الأزمة المتفاقمة داخليا واستمر الانقسام السياسي الحاد والخلافات القائمة على انتخاب رئيس الجمهورية وغيره، اما النقطة الثانية والمهمة، وهي ان تقارب المبادرة الواقع من كل النواحي، وتحظى بالنهاية بموافقة وتاييد كل الاطراف وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع، ولا تفرض فرضا، لانها ستفشل بالنهاية،بينما المطلوب نجاحها.
تجدر الاشارة ان صيغة كل من المبادرتين المطروحتين للتداول حاليا، تشمل رزمة متكاملة من الإجراءات، بدءا من التفاهمات التي ستحصل في الجنوب لانهاء الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، انتخاب رئيس للجمهورية، تأليف حكومة جديدة ومكوناتها، آلية عملها لحل الازمات، تعهدالدول المعنية برعاية انجاح المبادرة بمساعدة لبنان لتجاوز ازماته ومشاكله المتعددة، والمساهمة باعادة الأعمار جنوبا.
وتشمل الافكار المتداولة بصيغة المبادرة الاولى،انه اذا كان المرشح لرئاسة الجمهورية، محسوبا على فريق الثنائي الشيعي وحلفائه، يكون رئيس الحكومة الجديدة مسمى من قبل المعارضة بكل مكوناتها، لتحقيق التوازن بين الطرفين في تركيبة السلطة السياسية، وإن كان هذا الطرح الذي أبلغ الى الاطراف السياسيين، موضع نقاش، وتحفظ باعتباره، لا يشكل الصيغة المطلوبة، لانه يخشى معه من العودة إلى تجارب الصدام السياسي التي كانت تحصل سابقا، بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وانقسام الوزراء بين الرئيسين، وما يمكن ان ينجم عن ذلك من شلل حكومي،ينعكس ضررا على تسيير امور الدولة وحل المشاكل والقضايا المهمة التي تنتظر العهد والحكومة الجديدة، في حين يبرر دعاة هذا الطرح، بامكانية نجاحه، اذا كانت علاقات رئيس الجمهورية المقبل جيدة مع رئيس الحكومة التي ستختاره المعارضة قبل الانتخابات الرئاسية، ولو كان كل منهما في جانب سياسي،بالامكان توافر نجاح هذا الطرح.
اما الصيغة الثانية والأكثر تداولا،فهي الاتفاق المسبق والتوافقي على اسمي رئيسي الجمهورية والحكومة المقبلين، وتركيبة الحكومة وبيانها الوزاري، وكيفية انجاز الاستحقاق الرئاسي اولا، وماتزال الصيغتان المطروحتان موضع اخذ ورد، وزيارات سفراء دول اللجنة الخماسية لاستطلاع الاراء وجس النبض بخصوصها، وهي الدول المولجة باعدادها والسهر على تنفيذ بنودها، بينما لا تخرج زيارات بعض النواب لقطر عن هذه المهمة.