كتب يوسف فارس في “المركزية”:
المخاوف من اقدام اسرائيل على شن حرب على لبنان تتزايد في كل يوم بعد التفلت من قواعد الاشتباك وبلوغ العمليات العسكرية العمق اللبناني. فقد حذرت الولايات المتحدة الاميركية من اجتياح بري للبنان إبان الصيف المقبل. واوفدت مستشار الرئيس لشؤون الامن والطاقة اموس هوكشتاين الى كل من بيروت وتل ابيب لتهدئة الوضع ومنع تفلته. اضافة، وللمرة الثانية خلال اقل من 24 ساعة، اعربت قوة الامم المتحدة الموقتة العاملة في لبنان عن شدة قلقها من التطورات الميدانية على الحدود الجنوبية. وقد اتى موقف “اليونيفيل “الجديد اثر قيام كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” باطلاق عشرات الصواريخ من الجنوب باتجاه شمال اسرائيل، علما انها العملية الثانية بهذا الحجم الكبير التي تقوم بها “حماس” من لبنان بعد طوفان الاقصى في استباحة مكشوفة للسيادة اللبنانية، ما دفع باليونيفيل الى اصدار بيان اكد ان توسع الصراع بين لبنان واسرائيل سيكون صراعا اقليميا وله اثار مدمرة ، وان احتمال نشوب صراع اوسع بات قريبا . وحضت على وقف اطلاق النار والتوصل الى حل سياسي .
يذكر ان “حماس” تبنت العملية بشكل فاضح ما دفع اسرائيل الى الرد وتدمير المزيد من القرى والمنازل اللبنانية على سكانها .
رئيس حزب الوطنيين الاحرار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يرى عبر “المركزية” ان “كل هذه التهديدات تهدف الى مزيد من الضغط على حزب الله لقبوله بتنفيذ القرار 1701. وتاليا اعادة مستوطني الشمال في اسرائيل الى منازلهم التي هجروا منها بفعل الضربات والصواريخ التي يطلقها حزب الله من جنوب لبنان. الاكيد منه ان لا حرب شاملة بين لبنان واسرائيل كون الممولين والدافعين لها هما اميركا وايران اللتان لا تريدانها وتعملان لابعادها. اضافة الى ان اسرائيل اليوم تتجنب دفع المزيد من القتلى الذين سقطوا في حربها على غزة. لذا هي تتجنب اجتياح لبنان بريا. قد تقوم بتوسيع دائرة استهدافها لقيادات المقاومة وعناصرها ومؤيديها والعمق اللبناني، لكنها قد تتريث كثيرا قبل الدخول الى الاراضي اللبنانية الوعرة المختلفة كليا عن ساحة وطبيعة المعركة في غزة”.
ويضيف ان تهديد حزب الله باستعمال الاسلحة البعيدة المدى الدقيقة والمتطورة يبقى في اطار الحرب النفسية كون طهران لا تسمح باستعمالها حرصا على عدم كشف تقنياتها من قبل اسرائيل من جهة وعلى عدم توسيع دائرة الحرب من جهة ثانية .
اما بالنسبة الى “اليونيفيل” فمن الطبيعي ان تعرب عن قلقها كونها في قلب المعركة والخوف يتعاظم لديها من اصابة جنودها في القذائف المتطايرة فوق رؤوسها .
ويختم لافتا الى ان الصلية الصاروخية التي اطلقتها اخيرا حماس من لبنان هي تغاض من حزب الله الى من يعنيهم الامر ورسالة بانها القادرة على ادارة المعركة وتوسيع اطارها.