كتبت بولا أسطيح في “الشرق الاوسط”:
التقى الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله الثلثاء، وفداً قيادياً من حركة «حماس» برئاسة خليل الحية، نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، المكلف من قبلها عمليات التفاوض. وأعلن «حزب الله» أنه «جرى خلال اللقاء استعراض آخر الأوضاع والتطورات على المستوى الميداني في قطاع غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعدّدة»، لافتاً في بيان إلى أنه تم التداول بـ«مجريات المفاوضات القائمة من أجل التوصّل إلى وقف العدوان على غزة، وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني».
وقالت مصادر «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع يأتي بإطار «استكمال التشاور بين قيادة الحركة والمقاومة بلبنان؛ لإطلاع الأخيرة على آخر المعطيات فيما يتعلق بمفاوضات القاهرة، وأين وصلت»، لافتة إلى أن الحية «مكلف من قبل الحركة التفاوض، وهي ليست المرة الأولى التي يأتي فيها إلى لبنان، حيث كان قد أطلع الأطراف المعنية على ورقة باريس، وردّ (حماس) عليها».
وأوضحت المصادر أن «ما يمنع التوصّل لهدنة اليوم التعنتُ الإسرائيلي والمراوغة ومحاولة كسب الوقت. فوفد الحركة ذهب للقاهرة وقدم مقترحاته، بينما غاب الوفد الإسرائيلي، حيث إن هناك انقساماً كبيراً داخل إسرائيل بين مَن يريد الهدنة ومَن يريد مواصلة الحرب… أما شروط الحركة فواضحة وتبدأ حصراً بوقف إطلاق نار كامل».
وخليل إسماعيل إبراهيم الحية، هو أيضاً عضو في المكتب السياسي لـ«حماس» ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة. ويترأس في هذه الفترة وفد المفاوضات الجارية من أجل وقف إطلاق النار في غزة. ويأتي لقاؤه نصر الله تزامناً مع إعلان وزارة الخارجية القطرية أن «جهود المفاوضات بشأن غزة مستمرة، لكننا لسنا قريبين من التوصّل إلى اتفاق».
ويتحدّث المعارض الشيعي، الكاتب السياسي علي الأمين عن «تباين أميركي – إسرائيلي بموضوع الهدنة، وانقسام حتى داخل (حماس) بين اتجاه لا يريد هذه الهدنة واتجاه يعدّ الهدنة خلال رمضان فرصةً مهمةً وأساسيةً، ويبدو أن إيران تدفع باتجاه عدم حصول هذه الهدنة ربطاً بحساباتها في المنطقة ومصالحها».
ويشير الأمين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «فريق الحية والسنوار لا يريد الهدنة، بينما فريق إسماعيل هنية يدفع باتجاهها». وعن الدور الذي يلعبه «حزب الله» في دعم غزة و«حماس»، يقول الأمين: «لا يمكن القول إن المساندة التي يقوم بها (حزب الله) على المستويين العسكري والأمني تسهم في التخفيف عن غزة… كل ما في الأمر أن هناك مستوى من الدعم المالي والمعلوماتي الإيراني للحركة لا أكثر ولا أقل».
بدوره، يوضّح الباحث الفلسطيني هشام دبسي أن الحية، الذي التقاه نصر الله هو «من رجال الثقة عند السنوار، وقد لعب دوراً أساسياً في إنتاج الهدنة السابقة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «سلوك متناقض لدى إيران في التعامل مع موضوع الحرب في غزة، حيث تسحب أدواتها وتوقف العمليات، حيث التكلفة باهظة كما في سوريا والعراق، وتواصل القتال في جبهات أخرى، مثل غزة ولبنان، حيث التكلفة أخف بالنسبة لها». ويضيف دبسي: «إيران لا تريد الهدنة اليوم في مرحلة تستدرج فيها عروضاً أميركية، وهي وبحسب المعلومات، نصحت (حماس) بالتصعيد خلال رمضان في غزة والضفة والقدس».
وكانت إسرائيل اغتالت نائب رئيس حركة «حماس»، صالح العاروري، مطلع شهر كانون الثاني الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، ومنذ ذلك الحين بدا واضحاً أن الحركة باتت تتخذ من لبنان منطلقاً أساسياً للعمل السياسي، علماً بأن وجود «حماس» الأمني والعسكري في لبنان أصبح أكبر بعد الأزمة السورية، وخلاف الحركة الكبير مع النظام السوري؛ ما أدى لتوزع قيادييها السياسيين بين الدوحة وتركيا، وتمركُز أولئك الأمنيين والعسكريين في لبنان، خصوصاً في منطقة صيدا جنوب البلاد وبعض المخيمات، ولكن بشكل أساسي في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يفترض أنه ملاذ آمن لهم.