حذّر رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة النائب سامي الجميّل من أي مقايضة تحمي أمن إسرائيل على حساب تسليم بيروت لحزب الله، وقال: “مخطئ من يعتقد أن تسوية من هذا النوع ستمرّ، سنكون في مواجهة أي تسوية جديدة تهدّد مستقبلنا في لبنان”.
وأكد الجميل، في مقابلة مع “الحرّة”، وجود تطمينات من كل المجتمع الدولي بعدم دخول الحرب، متسائلاً: هل نصدقها؟ نحن حذرين من كل شيء، والمطلوب من المجتمع الدولي استعادة سيادة لبنان من خلال تطبيق القرارين 1701 و1959.
وأشار الجميّل الى أن اللجنة الخماسيّة لم تأخذ بعد موعداً للقائه، أكد للحرّة أن الجمهوريّة اللبنانيّة مخطوفة من حزب الله الذي يمنع الشعب والمجلس النيابيّ من انتخاب رئيس جديد، متسائلاً: هل سنخضع من جديد كعام 2016 لحزب الله أم نبقى موحّدين.
وأضاف: “لدى الرئيس بري علاقة مع أميركا، ولديه عائلة ومصالح في أميركا، يريد أن يسايره لأنه لا يستطيع أن يزعلهم، وفي الوقت نفسه لديه سيف حزب الله مسلط على رأسه، ولا يمكن أيضاً أن يزعله، وهو في موقع يدرس خطوته ليزمط من الجهتين”.
وعن الموفدين الدوليين والورقة الفرنسيّة التي قُدمّت أخيراً للبنان، قال الجميّل إنه “حذّر الفرنسيين من أنه في خضمّ كل هذه الأوراق والموفدين لم يأتِ أحد على ذكر موضوع سيادة الدولة، فالكل يركز على وقف الصراع في الجنوب، انسحاب حزب الله، وتوقّف إسرائيل عن انتهاكاتها”، مشيراً الى أن “كل الدول لها مصلحة بعدم وقوع الحرب بين اسرائيل وحزب الله، لذلك برأيهم إذا كان الثمن هو الرئاسة في لبنان، فهو ثمن ضئيل بالنسبة لهم”.
الجميّل الذي أكد العمل على خلق معارضة واسعة، شدّد على أنه “يجب تشكيل جبهة معارِضة، ووضع حزب الله أمام مسؤولياته، فإما أن يعيش معنا في دولة واحدة أو فليُنشئ دولته وحده، لأننا لسنا على استعداد أن نعيش بدولة واحدة”.
وردّ الجميّل على مناشدة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل الأحزاب المسيحيّة بوضع خطّ أحمر تحت الوجود والشراكة والمناصفة، فقال: الوجود المسيحي، المناصفة والشراكة أمراض بجسد مريض، المشكلة أن هذا الجسم مخطوف وقبل مداواته يجب استرداده لتحريره، مشيراً الى من غير المطروح ضمّ التيار الوطني الحرّ لهذه المعارضة لأنه ورغم اقترابه قليلاً إلاّ أنه ما زال بعيداً عن الذي نطمح اليه، وقال الجميّل:” يتمايز التيار الوطني الحرّ عن حزب الله، وهناك تقدّم ملحوظ في موقفه، هذا الموقف نشجّعه وهو إيجابيّ، ولكن الخطوّات التي اتّخذها التيار حتى الآن غير كافية، فهو حتى الساعة لم يرفض وجود السلاح في لبنان ولم يرفض تفرّد حزب الله بقرار الحرب والسلم.
وعن استعداده لتلبية دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إذا تمّت، قال الجميّل: فلننتظر الدعوة وجدول الأعمال لنقرّر.
وإذ أكد أنه “لم يرفض مبادرة الإعتدال الوطني، وضع الجميّل هذه المبادرة في خانة تضييع الوقت، فيما المطلوب واحد وهو عدم تعطيل حزب الله لإنتخاب رئيس جمهورية أولاً من خلال تعطيل النصاب، وثانياً من خلال رفضه الحديث عن مرشّح ثالث، وقال ” شو عم نلعب بيت بيوت؟، فليقل لنا حزب الله إنه مستعدّ لبحث مرشّح ثالث لكي نجلس معه على طاولة الحوار، ولكنه يريد تضييع الوقت”.
وأضاف الجميّل: “في اليوم الذي يقول فيه حزب الله والرئيس نبيه بري فلنتكلم عن مرشح ثالث سأطلب من المعارضة أن نذهب الى الحوار”.
ورأى الجميّل أن “حزب الله يغش اللبنانيين والفلسطينيين، ويوهمهم أنه يفتح جبهة لمساندة غزة، لكن عملياً هذه الجبهة مضبوطة لدرجة أنها لا تؤثر بأي شيء على حرب غزة، فحزب الله لا يريد تحرير فلسطين، إنما إلهاء اسرئيل فقط”.
وتعليقاً على ما نقلته “رويترز” عن أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني أن الحزب سيقاتل إسرائيل منفرداً ولا داعي لتدخل إيران، رأى الجميّل أنها رسائل متبادلة بين “الحزب” واسرائيل من ضمن المفاوضات الحاصلة.