كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الاوسط”:
وصلت الجهود التي تبذل لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان إلى حائط مسدود رغم محاولة بعض الأطراف الإيحاء بأن الأبواب لا تزال مفتوحة على الحل. وهذه النتيجة تعكسها بشكل واضح المواقف التي صدرت عن مختلف الأطراف، وآخرها من قبل البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي هاجم بشكل مباشر خلال لقائه سفراء دول «اللجنة الخماسية» من أجل لبنان، طرح رئيس البرلمان نبيه بري للحوار، رافضاً تكريس أعراف تخالف الدستور، ومن ثم قول رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن بري أطاح بمبادرة كتلة «الاعتدال الوطني».
هذه الأجواء تعكس انفراط عقد محاولات إخراج الأزمة الرئاسية من المأزق، وتحديداً جهود «الخماسية» و«الاعتدال» على حدّ سواء، وتجعل كل الحلول مرتبطة بما ستنتهي إليه حرب غزة، رغم نفي البعض ذلك، وعلى رأسهم «حزب الله».
وهذا الأمر يقوله بصراحة النائب في «الاعتدال» وليد البعريني، مشيراً إلى أن كل الجهود واللقاءات أرجئت إلى ما بعد عيد الفطر المبارك. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «بناء على كل المواقف واللقاءات التي قمنا بها يبدو واضحاً، رغم الإيجابية التي يبديها معظم الأطراف، أنه تمّت فرملة كل التحركات بانتظار ما ستنتهي إليه الهدنة في غزة»، كما يقول: «ينفي البعض ربط الملف الرئاسي بغزة، لكن يبدو واضحاً أن الاستحقاق بات مرتبطاً في العمق بمسار الحرب، وبما ستؤول إليه الأمور في غزة».
ورغم هذه الفرملة يرفض البعريني القول بأن الجهود فشلت، معوّلاً على المواقف الإيجابية التي تصدر في هذا الإطار، لكنه يلفت في المقابل إلى أن التكتل الذي يتواصل بشكل دائم مع رئيس البرلمان حصل على إجابات على مبادرته من قبل معظم الأفرقاء، باستثناء «حزب الله» وحليفيه «تيار المردة» والنائب فيصل كرامي، قائلاً: «يبدو واضحاً أن التجاوب مرتبط بهدنة غزة».