كتبت لورا يمين في “المركزية”:
أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق”، فجر الخميس، استهدافها لمحطة توليد الكهرباء في تل أبيب بواسطة الطيران المسيّر. وفي بيان، قالت “استهدف مجاهدونا بواسطة الطيران المسيّر، محطة توليد الكهرباء في تل أبيب بأراضينا المحتلة، مؤكدين استمرارنا في دك معاقل الأعداء استكمالا للمرحلة الثانية من عمليات مقاومة الاحتلال، ونصرة اهلنا في غزة، وردا على المجازر الاسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين العزّل”. وأتى هذا الاستهداف، بعد نحو 24 ساعة من إعلان “المقاومة الإسلامية في العراق” استهدافها لمطار بن غوريون في عمق إسرائيل بالطيران المسيّر ايضا.
في موازاة هذا التصعيد، كشفت كتائب حزب الله العراقية، أبرز الفصائل المسلحة في العراق المدعومة من إيران، في ساعة متأخرة من مساء الثلثاء، عن عقد اجتماع لقادة الفصائل العراقية وغير العراقية في طهران، وتأكيد أمينها العام أبو حسين الحميداوي خلال اجتماعه مع قيادات “محور المقاومة”، أنّ “جهود المقاومة منصبّة على الدفاع عن الشعوب المستضعفة وحماية مكتسبات الأمة، وهي بذلك تراعي التوقيتات، وتتفاعل مع التحديات الأساسية، وتدير قراراتها بحكمة وتدبر، فهي أعلم بشعابها، ولا تسمح للمُسيَّسين والضعفاء بأن يتدخلوا في حيثياتها”، بحسب بيان رسمي للكتائب.
الجدير ذكره، انه وفي الخامس من شباط الماضي، أعلنت كتائب حزب الله العراقية وقف عملياتها العسكرية ضد واشنطن، مبررة ذلك بجملة من الأسباب، أبرزها منح حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الفرصة للتفاوض على إخراج القوات الأميركية من البلاد. وأعقب ذلك موقف مماثل لـ”النجباء”، و”سيد الشهداء”، وفصائل أخرى تنضوي ضمن “المقاومة الإسلامية”، التي تنفّذ عمليات ضد الأميركيين في العراق والجوار السوري الذي تسيطر عليه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، رداً على “الدعم الأميركي المفتوح للاحتلال الإسرائيلي في جرائمه المتواصلة في قطاع غزة”.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الاتصالات الاميركية – الايرانية كانت لعبت دورا الشهر الفائت، في لجم طهران أذرعها الموجودة في العراق، ومنعها من المضي قدما في ضرب مصالح واهداف اميركية منتشرة في سوريا والعراق… غير ان الجمهورية الاسلامية، يبدو ارادت إفهام واشنطن ان الكباش بينهما لم ينته، وان عليها بدورها ان تقدّم تنازلات وملاقاة ايران في منتصف الطريق، “نوويا” من جهة واقليميا لناحية توزيع النفوذ الاستراتيجي من جهة اخرى… واذا كان قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني ابلغ حزب الله، وفق رويترز، بأن ايران لن تسانده في اي حرب قد تشنها اسرائيل ضد لبنان، فإن الجمهورية الاسلامية في المقابل، عادت وأطلقت أيدي فصائلها في بلاد ما بين النهرين، ضد تل ابيب… هي سياسة شد الحبل في مكان واراحته في مكان آخر، التي تتقنها طهران، لضمان وصولها الى أهدافها، في مفاوضات مع الغرب، تختم المصادر.