جاء في “الانباء الالكترونية”:
يتصدّر التباين الحاصل في المصالح بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل واجهة المشهد، لكونه عاملا إضافياً يؤدي الى ان يدفع الفلسطينيون الثمن، وأن تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزة حيث باتت مآسي المجاعة أبشع كل يوم.
الأزمة في التصريحات المتبادلة بين تل أبيب وواشنطن، كانت انفجرت الإثنين الماضي مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن بدل استخدام حق النقض “الفيتو” لتطييره كما جرت العادة، ثم الغضب الإسرائيلي الذي استتبعه، وتفاقم الأمر مع ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين فشل مساعي الهدنة والموقف الأميركي المذكور في مجلس الأمن، الأمر الذي أغضب دوائر البيت الأبيض. الا ان كل ذلك لم يغير في واقع الفلسطينيين شيئاً، فهم يواجهون كل يوم جرائم إسرائيل التي لم تتوقف، لا بقرار أممي، ولا بعدم رضى أميركي لا يقدم ولا يؤخر.
مصادر متابعة للشأن تُشير إلى أن “الأزمة بين اميركا وإسرائيل بدأت بالظهور منذ عارضت الولايات المتحدة عملية رفح البرّية، وباتت تتخذ مواقف تميل خلالها إلى المدنيين في غزّة، كالتشديد على وجوب وصول المساعدات والضغط على إسرائيل من أجل ذلك، في حين أن إسرائيل تُريد دعماً مفتوحاً وغير مشروط لعملياتها في كامل قطاع غزّة”.
لكن رغم ذلك، تلفت المصادر في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، إلى أن “لا بديل لإسرائيل عن الولايات المتحدة، أكان لجهة السياسة أو العسكر، مع استمرار الدعم العسكري، والعكس صحيح. وفي الوقت نفسه، فإن الإدارة الأميركية باتت في شوطها الأخير، واستطلاعات الرأي لا تخدمها، وبالتالي فإن إسرائيل قد لا تسعى لإرضائها”.
وبحسب المصادر، فإن “الخلاف الموجود اليوم قد يُريح الإدارة الأميركية الحالية ورئيسها جو بايدن، ويفتح لهم المجال أكثر لاتخاذ مواقف وقرارات قد تُعيد لهم ما خسروه شعبياً انطلاقاً من حسابات انتخابية، إلّا أن هذه المساحة تبقى محدودة لأن قاعدة الدعم المطلق لإسرائيل تبقى سائدة أميركيا، وبالتالي فإن بايدن سيلعب على الحبلين في إطار معركته الانتخابية”.
محلياً، لا يزال لبنان على فالق التحولات، فالجبهة بين “حزب الله” وجيش الاحتلال الإسرائيلي شهدت تصعيداً لافتاً أمس، مع استهداف إسرائيل العمق اللبناني من جديد في منطقتي بعلبك والهرمل على دفعتين، واستهداف مواقع أخرى لـ”حزب الله” في الجنوب، فيما رد الحزب بنحو 50 صاروخ كاتيوشا على ثكنة يردن في الجولان.
وفي غزّة، فإن محادثات الهدنة يبدو أنها وصلت من جديد إلى أفق مسدود، لأن معلومات أفادت بأن المفاوضين الإسرائيليين غادروا الدوحة، وقد اتهمت إسرائيل على لسان مسؤولين رفضوا الكشف عن هوياتهم “حماس” ورئيسها في غزّة يحيى السنوار بإفشال الهُدنة لإشعال المزيد من التوتر خلال شهر رمضان.
إلى ذلك، فإن أرقاماً خطيرة ذكرتها “حماس” يوم أمس، تحدّثت عن استشهاد 18 فلسطينياً إما غرقاً أو بسبب التدافع، وذلك للحصول على مساعدات غذائية ترميها الطائرات جواً، ما يشي بخطورة الوضع واقتراب شبح المجاعة أكثر من القطاع، وهذا ما حذّرت منه الأمم المتحدة أمس.
إذاً المنطقة على فالق كبير، خصوصا وأن إسرائيل لن تلتزم بقرار مجلس الأمن بل الأرجح ستُصعّد رداً عليه، ولها ماضٍ طويل في انتهاك القرارات الدولية.