جاء في “الانباء الالكترونية”:
تتحرك الجبهة الجنوبية في لبنان وفق المسارات السياسية الكبرى المحيطة بما يجري في قطاع غزة من جهة، أو لناحية العلاقة المتوترة بين حكومة المتطرفين في تل أبيب والإدارة الأميركية من جهة ثانية، لتغدو هذه الجبهة أشبه بصندوق للرسائل الإسرائيلية متعددة الإتجاهات. في الوقت نفسه تحاول حكومة العدو من خلال تصعيدها الدموي الضغط باتجاه تحييد المناطق الشمالية لفلسطين المحتلة عن حربها تارة بتوجيه التهديدات للبنان وتارة بتوسيع دائرة استهدافاتها العسكرية.
هذا التصعيد واستهداف المدنيين رأت فيه مصادر أمنية منعطفاً خطيراُ يندرج في سياق السياسة التي ينتهجها العدو لإخراج الفلسطينيين من رفح وإفراغ القرى الحدودية في لبنان من سكانها، معتبرة أنه لا يزال في بداية الطريق. المصادر أشارت لـ “الأنباء” الإلكترونية إلى “دقة المرحلة التي يمر بها لبنان وخاصة القرى الحدودية، بعد أن وسعت اسرائيل دائرة اعتداءاتها لتشمل بعلبك الهرمل، ما يعني أن لبنان مقبل على ربيع وصيف حارين مع استمرار المواجهات بين اسرائيل وحزب الله”.
وتخوفت المصادر من تحويل هذه المواجهات الى “حرب مكشوفة ضد بيئة حزب الله في الجنوب والضاحية الجنوبية من دون أن توفر البنى التحتية كما فعلت في حرب تموز 2006 ما يعني تدمير لبنان وتحويله الى غزة ثانية”.
في هذا السياق، اعتبر النائب السابق وهبي قاطيشا في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “المجازر التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في اليومين الماضيين لم تكن مفاجئة، وتأتي في صلب العقيدة الدموية لهذا العدو الذي لن يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم”، واعتبر ان “دخول حزب الله الحرب لنصرة غزة رأت فيه إسرائيل “شحمة على فطيرة”، لأنها تحاول أن تتخلص من حماس ومن حزب الله على السواء ولن تتراجع عن تحقيق هدفها فيما العالم كله يقف متفرجاً امام هول المجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل”، واصفاً ما يحصل “بالحرب المفتوحة طالما ليس هناك ارادة دولية قادرة على ردع اسرائيل وتحقيق وقف لإطلاق النار”.
ورأى قاطيشا أن “إطالة الحرب مؤشر خطير قد ينعكس سلباً على لبنان، وإذا لم تتمكن إسرائيل من تحرير أسراها والقضاء على حماس فستضع كل ثقلها في الجبهة الشمالية لأنها تصر على إبعاد حزب الله الى ما وراء الليطاني، وهي بذلك تخيّره بين الرضوخ لشروطها على البارد والحرب الشاملة والطويلة”.
واعتبر قاطيشا أن “هدف سياسة القتل التي تعتمدها إسرائيل هو تفريغ القرى الحدودية من سكانها، لأن القتل بهذه الطريقة في العلم العسكري لا يكلف شيئاً خاصة بعد دخول المسيّرات الحرب، فهي أشبه بالقناصة، تنتقي ضحاياها بالليزر وبالهواتف الذكية”، مشيراً الى أن “المنطقة ما بين العديسة في القطاع الاوسط والناقورة على الساحل أصبحت قرى خالية تماماً من سكانها”. وبشأن الوساطات التي يقوم بها الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، اعتبر قاطيشا ان الموفد الأميركي يصر على تطبيق القرار 1701 “لكنه لا يحمل شيئاُ ليقدمه لحزب الله”.
وبين التصعيد الإسرائيلي وعدم إنتخاب رئيس للجمهورية يبقى لبنان مكشوفا ومعرضا لكل الإحتمالات، فيما القوى السياسية المسؤولة عن تعطيل الاستحقاق قاصرة عن اتخاذ أي موقف يغلّب مصلحة البلد على أي اعتبارات أخرى قبل خراب البصرة.