جاء في “الانباء الالكترونية”:
على وقع العدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل على لبنان لليوم الخامس والسبعين بعد المئة على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة، من الناقورة ساحلاً إلى شبعا في سفح جبل الشيخ، واللاستقرار الذي يمرّ به البلد بفعل تداعيات هذا العدوان، أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي يوم الجمعة العظيمة، في حين حُرم المسيحيون في الضفة الغربية وغزة من إحياء طقوسهم الدينية، تماماً كما حُرم المسلمون من الصلاة في المسجد الأقصى في القدس، في سياق عدواني واحد يحرم كل الفلسطينيين من حقهم بالحياة.
وبينما يشهد الهجوم العدواني الوحشي الذي تقترفه اسرائيل ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني تصعيداً غير مسبوق منذ قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار في غزة، يبدو أنَّ هذا القرار بقي معلقاً حتى إشعار آخر، ويضاف إلى سلسلة القرارات الأممية بحق إسرائيل التي ما زالت حبراً على ورق.
في السياق، رأت مصادر أمنية أنَّ التصعيد الأخير يعتبر مؤشراً خطيراً لمضاعفة موجات العنف ضد المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين، واصفةً في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية الجرائم البربرية التي ترتكبها إسرائيل ضد لبنان، بأنها تُنذر بعملية ما متوقعة في لبنان بعد تفريغ المنطقة الحدودية من سكانها ومنع حزب الله من استهداف المستعمرات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة مستقبلاً.
وإذ لفتت المصادر إلى أنَّ هذا العدوان يحظى باستمرار الغطاء الدولي خاصة بعد أن تمكن حزب الله من فرض توازن رعب في المنطقة، في وقت لن تصمت فيه إسرائيل عن ذلك، بحيث أنها تسعى لتأمين دعم دولي، معتبرة أنَّه لم يبق أمام لبنان سوى تطبيق القرار 1701 لتجنب العدوان الجديد الذي تخطط له إسرائيل.
وفي المواقف، اعتبر النائب السابق شامل روكز في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ المشهد بشكل عام يشي بأن الأمور الميدانية تطورت أكثر من قبل، نتيجة مفهوم جبهة المساندة، إذ إننا لم نعد نعي ما إذا كانت فعلاً تفيد غزة أم لا، مشيراً إلى أنَّه بعد قرار الأمم المتحدة ومحكمة لاهاي أصبحت إسرائيل تعيش حالة عزل دولي غير مسبوق، بالإضافة إلى مشاكلها الداخلية والإنقسامات داخل الحكومة وعدم تحقيق أهدافها في غزة وهو ما دفع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو للتوجه نحو الشمال.
روكز شدّد على أنَّ التطورات الميدانية تنبئ بأن العملية ضدّ لبنان باتت جاهزة، لأن من مصلحة نتنياهو توسيع الحرب وقد ينفذ تهديده باجتياح ضد الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أنَّ إزاء هذا التهديد، فإنَّ على لبنان تغيير استراتيجيته وتطبيق القرار 1701 باعتباره المخرج الوحيد وتكليف الجيش اللبناني والقوات الدولية ضبط الأمن على حدود البلدين، خاصةً بعد الدمار الذي لحق بالجنوب بفعل الاعتداءات الإسرائيلية العنيفة.
وإذ كشف روكز أنَّ إيران لا تريد الحرب، لأن هناك مفاوضات بينها وبين السعودية والولايات المتحدة الأميركية، قد تقودها إلى مكتسبات تمكنها من الحفاظ على دورها في المنطقة، مؤكّداً وجوب توفّر استراتيجية عبر تدعيم القرار 1701، وزيادة عديد الجيش في الجنوب، كما تفعيل دور قوات اليونيفل ليتمكنوا من بسط الامن في المنطقة.
روكز تطرّق إلى دور الحكومة في ظلّ هذه الظروف الدقيقة، داعياً إلى إعادة تفعيل هذا الدور وتقوية الجيش وتكليفه بحفظ الأمن في الجنوب وكلّ لبنان، والتزامها بواجبها كما بالقرار 1701، معتبراً أنَّ لبنان ليس بخاسر بعد أن خلق نوعاً من توازن الرعب.
وسط هذا المشهد الخطير، فإنَّ تفلّت زمام الأمور بات ينذر بتفاقم الأزمة واقتراب شبح توسيع الحرب أكثر من أيّ وقت مضى، لذلك يبقى على الحكومة وكل المعنيين اقتناص الفرصة والقيام بما يلزم لتجنيب لبنان الأسوأ.