جاء في “نداء الوطن”:
حتى في أحد الفصح، لم تسترح القرى الجنوبية من دويّ القذائف والصواريخ.
فالجيش الإسرائيلي كثّف ضرباته الجوية والمدفعية التي طالت عدداً من المنازل، خصوصاً في بليدا وكفركلا وميس الجبل وتل النحاس والخيام.
فيما أطلقت مسيّرة صاروخاً موجّهاً على سيّارة في بلدة كونين بقضاء بنت جبيل، ما أدّى إلى سقوط عنصر من “حزب الله” يدعى اسماعيل الزين، وقد عرّف الجيش الإسرائيلي عنه بأنّه قيادي في وحدة الصواريخ المضادة للدروع بـ “قوة الرضوان”.
وردّاً على التصعيد الميداني جنوباً، تبنّى “الحزب” سلسلة عمليات استهدفت مواقع إسرائيلية، يوم أمس، تمثّل أبرزها بقصف موقع المالكية بصواريخ “بركان”، وشنّ هجوم جوّيّ بمسيّرات انقضاضيّة على مربض مدفعيّة برختا في مزارع شبعا.
في هذا الوقت، أبدى المتحدث باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي قلقه حيال التطوّرات في جنوب لبنان بعدما بات القصف أكثر عنفاً ودموية في الأيّام الأخيرة، مشيراً الى أنّ التصعيد قد يؤدّي لصراع أكبر بكثير.
بدوره، وبعد استهداف آلية لليونيفيل يوم السبت، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أهمية ضمان سلامة عناصر القوات الدولية، معتبراً أنّ الاستمرار في انتهاك القرار 1701 على طول الخط الأزرق، يشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في المنطقة.
التوتّرات المتصاعدة في لبنان، تردّد صداها في الفاتيكان خلال قدّاس الفصح، حيث قال البابا فرنسيس: “يتوجّه نظري إلى لبنان الذي تأثّر بتعطيل المؤسسات والأزمة الاقتصادية، والتي تفاقمت أخيراً جرّاء الأحداث على الحدود”.
بدوره، أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة قدّاس “أحد القيامة” الى أنّ “ثقافتنا أن نكون صنّاع سلام لا حرب، دعاة تفاوض لا خلافات”، متسائلاً: “بأيّ حقّ يجتاح حكّام الدول وحاملو الأسلحة بيوتاً فيهدمونها ويقتلون أهلها ويشرّدون سكّانها؟ كيف يمكن القبول بهذا القتل والهدم المبرمج في غزّة وساكنيها؟ أليس ما نراه هناك جريمة ضّد الإنسانيّة؟ وفي لبنان يجب بذل كلّ الجهد لئلّا يُستدرج وطننا إلى حرب تطال جنوبه وأماكن أخرى”.
وعلى هامش قداس الفصح، عقد الراعي خلوة قصيرة مع عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال، كما التقى رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، الذي قال إنّه “في ظل الأزمة الوجودية الحالية أقلّ الإيمان أنْ تصدر وثيقة وطنية من بكركي كبداية”، على أن تُستَتبَع “بالسعي لخطة تحقيقها بالأعمال لتكريس وجودنا ورسالتنا”.
أمّا وفد “القوات اللبنانية” فأكد بعد تهنئة البطريرك الراعي بالعيد، “ألا قيامة للبنان قبل تحرير الاستحقاق الرئاسي من براثن من يصادره عنوةً”، واعتبر، من جهة أخرى، أنّ الأولوية يجب أن تكون لوقف الحرب في الجنوب، لأنّ “هذا القرار يجب أن يبقى بيد الدولة اللبنانية ومن غير المقبول أن يستأثر به فريق سياسي واحد من دون العودة الى سائر اللبنانيين”.
من جهته، رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في عظة قدّاس أحد المخلّع، أنّ “الجميع يستغل الدولة ومؤسساتها، ويتخطى قوانينها، ويتجاهل أحكام دستورها، والبعض يستبيح حدودها وإرادة شعبها، ويخدم مصالحه منتقصاً من سلطة الدولة ومن سيادتها، ومعطّلاً انتخاب رئيس لها”.
ضربة على سوريا
إلى سوريا، حيث شنّت إسرائيل ليل الأحد، ضربة جوّية استهدفت مركز البحوث العلمية في جمرايا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت، قال مصدر عسكري سوري إن الغارات طالت عدداً من النقاط في محيط دمشق وأسفرت عن سقوط جريحين وبعض الخسائر المادية.
قصف متواصل على غزة
وفي غزة، بقيت مناطق القطاع في مرمى القصف الإسرائيلي، بالتزامن مع بدء جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية، مقتل أربعة أشخاص وإصابة 17 في قصف إسرائيلي على مستشفى “شهداء الأقصى” وسط القطاع، وذلك على مرأى من فريق تابع للمنظمة الدولية، صودف وجوده في المكان.
أمّا سياسياً، فأدّت الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد مصطفى، اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس، الذي اعتبر أنّ مهام الحكومة المؤلفة من 23 وزيراً، هو التحضير للانتخابات في مختلف المحافظات وعلى رأسها القدس الشرقية.
نكسة إنتخابية لإردوغان
وفي تركيا، مُني الرئيس رجب طيب اردوغان بنكسة في انتخابات المجالس البلدية، بعدما احتفظ المعارض البارز أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول، في حين، بقيت بلدية أنقره بقيادة المعارض منصور يافاس، وهما فازا بفارق كبير عن منافسيهما.