كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
في ضربة تكاد تكون الاقوى للقوات الايرانية في سوريا والمنطقة منذ اشهر، قتل أحد قادة فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في هجوم إسرائيلي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بدمشق. وأفيد أن العميد محمد رضا زاهدي أحد قادة فيلق القدس، ونائبه، سقطا ومعهما 5 قتلى، في الهجوم، كما أعلن مقتل عدة دبلوماسيين إيرانيين في الضربة الإسرائيلية. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري أن “الهجوم أدى إلى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله”.. وفي وقت قالت وسائل إعلام إيرانية إن السفير الإيراني وعائلته لم يصابوا جراء الهجوم، اشارت هيئة البث الإسرائيلية الى ان الجيش الإسرائيلي انتظر مغادرة القنصل الإيراني واستهدف العميد زاهدي، لافتة إلى أن هجوم اليوم بمثابة رسالة من الجيش إلى حزب الله اللبناني.
قبل هذه الضربة بساعات، وليل الاحد تحديدا، أصيب مدنيان اثنان بجروح في ضربات جوية شنها الجيش الإسرائيلي على مشارف دمشق، أسفرت عن خسائر مادية أيضا. وقالت وزارة الدفاع السورية إن الصواريخ الإسرائيلية انطلقت من الجولان السوري المحتل مستهدفة عددا من النقاط في محيط دمشق، من دون أن تذكرها. الا ان وسائل إعلام محلية ذكرت أن الهجوم أصاب منطقتي الديماس وجمرايا بالقرب من الحدود اللبنانية، واستهدف مركز البحوث العلمية. ايضا، يوم الجمعة الماضي، شنت إسرائيل ضربات عنيفة على ريف حلب في الساعات الأولى من الصباح، أدت إلى سقوط أكثر من 40 شخصا من المدنيين والعسكريين، بعضهم عناصر في حزب الله.
هذه الحركة العسكرية الإسرائيلية المكثفة تدل، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، على حجم القرار الاسرائيلي المتخذ بمحاربة الوجود الإيراني على حدود الكيان العبري. هذا القرار كان متخذا قبل ٧ تشرين، لكن وفق المصادر، بات اكثر صرامة بعد هذا التاريخ، اولا لان اسرائيل تخشى تكرار سيناريو طوفان الاقصى من سوريا او من لبنان، وثانيا، لان تل ابيب تريد الانتقام من الدور الايراني في المنطقة والذي سمح لحماس بتنفيذ ٧ تشرين، ولحزب الله بقصف شمالها كما يفعل اليوم..
لكل هذه الاعتبارات، من غير المستبعد ان تبقى إسرائيل على هذا البطش، في غزة وفي سوريا، وربما وسّعت بطشها في لبنان اكثر، لحماية نفسها في المستقبل وانتقاما لكرامتها التي أُهينت في ٧ تشرين… الايرانيون وفصائلهم في المنطقة، يتوعّدون بالرد.. لكن على الارجح سيبقى هذا التهديد تهديدا، مغلّفا بشعار “الصبر الاستراتيجي”. غير ان اسرائيل لا تصبر بل تضرب بقوة الايرانيين ووكلاءهم وعلى رأسهم حزب الله، ما يعني انه ان شنت حربا على لبنان ام لم تشن، فإنها مستمرة في ضرب الحزب ومخازنه وعناصره وكوادره بقوة، في لبنان من جنوبه الى بقاعه، وأينما كانوا، تماما كما قال وزير دفاع اسرائيل يوآف غالانت.. فهل سينتقل الفلتان الاسرائيلي من سوريا الى لبنان، أم يُطبّق الـ1701؟