Site icon IMLebanon

هل تجتاح إسرائيل جنوب سوريا بدل جنوب لبنان؟

كتب منير الربيع في “الجريدة” الكويتية:

في الوقت الذي تتركز فيه الأنظار على جبهة جنوب لبنان، خصوصاً في مرحلة ما بعد معركة رفح، تشير مصادر دبلوماسية إلى ضرورة النظر من خارج الصندوق، فصحيح أن جنوب لبنان هو جبهة مشتعلة وأصبحت مفتوحة في المواجهات بين الحزب والإسرائيليين، لكن الاهتمامات الإسرائيلية تتوسع من خلال توسيع نطاق العمليات التي ينفذونها، واستهداف سوريا ولبنان معاً.

ما تشير إليه المصادر هو ضرورة مراقبة الوضع في الجنوب السوري، انطلاقاً من ملفين أساسيين: ملف يرتبط بالأردن وأمنه القومي، وملف يرتبط بإسرائيل التي لا تزال تصر على إبعاد إيران وحلفائها من جنوب سوريا.

فيما يتصل بالوضع في الأردن، تشير مصادر متابعة إلى اتصالات روسية أردنية، وروسية عربية واسعة حول ضرورة توفير كل مقومات الدعم لعدم هز استقرار الأردن انطلاقاً من الحدود السورية، وفي هذا السياق تشير مصادر متابعة إلى التنسيق بين روسيا ودول عربية حول تعزيز الوجود الروسي في جنوب سوريا، لمنع عمليات تهريب الأسلحة أو المخدرات، وعدم تشكيل خواصر رخوة باتجاه الأردن.

أما فيما يتعلق بالوضع الإسرائيلي فأيضاً هناك دور تلعبه موسكو التي عملت على استحداث نقاط مراقبة عسكرية لها على حدود الجولان وفي القنيطرة وغيرها من المناطق الجنوبية، تحسباً لمنع حصول أي تدهور للأوضاع العسكرية من قبل الإسرائيليين، خصوصاً في ظل بعض المؤشرات التي تفيد بأن إسرائيل قد تلجأ إلى توسيع نطاق عملياتها في الجنوب السوري، وربما تفكر في مرحلة لاحقة بالدخول برياً في سبيل إبعاد إيران وقواتها أو حلفائها من تلك المنطقة، وتفكيك الخلايا الأمنية والعسكرية التي شكلها الإيرانيون هناك، ولا بد من الإشارة إلى أنه لطالما اشترط الإسرائيليون على الروس والأميركيين ضرورة إبعاد إيران لمسافة 40 كلم عن الحدود، وأن إيران بالفعل خرجت بقواتها العسكرية ولم تعد لها مراكز واضحة ومعسكرات معروفة، ولكن لا يزال لديها خلايا فاعلة وبعض المستشارين، بالإضافة إلى عناصر من الجنسيتين السورية واللبنانية.

وتشير المصادر الدبلوماسية الى تخوفها من احتمال لجوء الإسرائيليين إلى شن عمليات عسكرية أوسع في الجنوب السوري، تماماً كما هو الحال بالنسبة الى توسيع نطاق العمليات في الجنوب اللبناني. في هذا السياق، لا يزال لبنان يترقب تداعيات الحرب على قطاع غزة، وهناك حالة انتظار لمعركة رفح وما سيليها، وإذا كان التركيز الإسرائيلي سيوجه الى لبنان.

في هذا السياق، لا تزال المعطيات على الساحة اللبنانية متضاربة، إذ وصلت رسائل دبلوماسية تشير الى أن اسرائيل ستصعد من عملياتها بالتزامن مع معركة رفح، في مقابل معلومات أخرى متداولة في الكواليس اللبنانية عن أن إسرائيل تتحضر لعملية عسكرية واسعة في لبنان، ومن الممكن أن تتطور إلى حرب، وهنا برزت إجراءات قامت باتخاذها بعض السفارات من خلال التواصل مع رعاياها حول ضرورة التحضير لخطة إجلاء في حال اتساع رقعة الحرب.