كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
بينما كانت قيادة الجيش والاجهزة العاملة على خط كشف خيوط جريمة خطف منسق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، لم تحسم بعد حقيقة ما جرى ولم تعلن الا عن توقيف سوريين ضالعين في الجريمة، حسم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله طبيعة العملية التي حصلت ووضعها في اطار السرقة، ولم يكتف باستباق التحقيقات، بل ساق انتقادات عنيفة في حق القوات اللبنانية التي تعرّض احد قيادييها لخطف بقوة السلاح، وفي حق الكتائب ايضا.
ففي الاحتفال الذي أقامه “الحزب” عصر امس في ذكرى مقتل الجنرال الايراني محمد رضا زاهدي، قال نصر الله: خُطف شخص فخرج حزبا القوات والكتائب والتلفزيونات الخبيثة وقرروا أنّ حزب الله هو الخاطف، وسمعنا كلاماً يُذكّر بالحرب الأهلية. وأضاف “أنَّ كشف مصير المخطوف فضيحة حقيقية لحزبيّ “القوات” والكتائب تُظهر أنهما ليسا أهل حق وحقيقة، وأنهم من أصحاب الفتن يبحثان عن الحرب الأهلية”. وتابع: أن في هذا البلد من يمنع الحرب والفتنة يُتهم وفي أولهم نحن الثنائي، لأننا نُقتل في الطيونة ونسكت عن حقنا حفاظًا على السلم الأهلي، وكالأمس نُتهم ونسكت. وختم : حاولوا بالأمس ترويع أهالي جبيل وكسروان وأرسلوا رسائل تهديد، وهذه خطوة خطيرة جداً جداً جدا جدا حتى ينقطع النفس، وعليهم أن يفهموا خطورتها.
غير ان الكلام هذا الذي اطلقه نصرالله رافعا اصبعه، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، لم نجد المبررات الحقيقية له. ذلك ان ايا من القوات او الكتائب لم تتهم الحزب بشيء. وفي الصحف التي تدور في فلك الممانعة، نُشر صباح الاثنين ما يلي: أكّدت مصادر في القوات اللبنانية لـ”الأخبار” أن قيادة الحزب “حريصة على السلم الأهلي، ولا تحبّذ توجيه الاتهامات إلى أي طرف قبل انتهاء التحقيقات ليُبنى على الشيء مقتضاه”. ووضعت “تخلي رئيس الحزب سمير جعجع عن حذره الأمني وتوجّهه إلى مبنى منسقية القوات في بلدة مستيتا الجبيلية في إطار التهدئة وإفساح المجال لتحقيقات القوى الأمنية التي تقوم بعمل جيد”. ورفضت توجيه الاتهام إلى أي جهة، مشيرة إلى أن “كل الاحتمالات مفتوحة”.
اما رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل فوصف مساء الاحد “عملية الخطف التي حصلت الليلة في جبيل والتي طالت سليمان بأنها تطور خطير جدًا مطالبًا الأجهزة الأمنية كافة بالتنسيق في ما بينها والعمل لكشف ملابسات ما حصل. وأكد الجميّل أن الكتائب إلى جانب أهالي المنطقة والأصدقاء في القوات لكي لا تمر هذه الحادثة مرور الكرام”.
فهل كان نصرالله يرد مثلا على مغردين وعلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل بنى حملته المسعورة على القوات والكتائب، على تغريدات شعبية مثلا؟
يبقى القول انه، واذا كان احد لم يتّهم الحزب قبل كلام نصرالله، فإن استباقَه التحقيقات اولا، وهجومه الاستباقي على معراب والصيفي، وضعاه تلقائيا في موقع “مشبوه”، كي لا نقول في قفص الاتهام، تختم المصادر.