كتب يوسف فارس في “المركزية”:
من المرتقب ان تشهد الساحة السياسية في لبنان بعد انقضاء عطلة الاعياد ومعاودة النشاط حركة ملحوظة تتمثل باستئناف سفراء دول الخماسية زياراتهم للقيادات السياسية والنيابية للدفع باتجاه ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية وذلك بالتوازي مع حراك كتلة الاعتدال الوطني التي تعاود مسعاها على الخط نفسه. اضافة لما سيقوم به من اتصالات كل من السفيرين السعودي والقطري بعد عودتهما الى بيروت. الهدف كما بات معروفا هو استغلال اي هدنة مرتقبة في غزة لانجاز الاستحقاق الرئاسي وذلك بالتوازي مع الحراك الاميركي للتوصل الى صيغة لتطبيق القرار1701 في اطار الجهود الاميركية – الدولية للحؤول دون توسيع الحرب بين حزب الله واسرائيل. مع العلم ان الجهود الداخلية والخارجية تتركز على فصل الملف الرئاسي عن الجبهة الجنوبية طالما لا يمكن فصل جبهة الجنوب عن ملف غزة .
يذكر في السياق، ان قنوات التواصل الرئاسي تفعلت بين الثنائي الشيعي وبين التيار الوطني الحر وتحديدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ركيزة ان اي ترجمة للمبادرات سواء للخماسية ام لكتلة الاعتدال يفترض ان تتم عبر بري لكونه اولا رئيسا للمجلس النيابي وثانيا احد مكونات الثنائي ومواقفه تتسم بالليونة ما قد يشكل امكانية لحسم الامور.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سعيد الاسمر لا يرى شيئا يمكن التعويل عليه في الملف الرئاسي بعد . كل ما يحكى في هذا السياق لا يتعدى الاطار التحليلي. ثمة حديث ان الولايات المتحدة الاميركية تريد الاستعجال لملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية يواكب مرحلة ما بعد غزة خصوصا في الجانب المتعلق بوقف جبهة الجنوب وتطبيق القرار1701 الذي لا بد وان يترافق مع انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة واعادة تثبيت الحدود . لكن لا شيء مؤكدا بعد . على ارض الواقع ما يشغل الساحة السياسية راهنا هو موضوع الانتخابات البلدية التي يسعى فريق ما كان يعرف بالموالاة الى تأجيلها.
ويتابع ردا على سؤال، ان حزب الله ومعه حركة “امل” ربط مصير لبنان بمصير غزة وهو اكد ان لا بحث في اي ملف داخلي على اهميته قبل وقف الحرب. اضافة فهو ما يزال متمسكا بمرشحه الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ويرفض البحث في اي خيار اخر .
ويختم لافتا الى ان اميركا واسرائيل وايران مشغولتان بالحرب الجارية في غزة والملف اللبناني لا يعنيهم الا من حيث ما يجري على جبهته الجنوبية ويحقق مصالحهم. بالتالي ما يقوم به حزب الله عبر الحدود الجنوبية هو خدمة لايران ومشاريعها الاقليمية والدولية وليس مصلحة للبنان وغزة حتى .