جاء في “نداء الوطن”:
الترقّب سيّد الموقف في المنطقة والعالم، بانتظار ردّ طهران على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، خصوصاً بعدما توقّعت مصادر أميركية أن تشنّ إيران هجوماً بعشرات الصواريخ وأكثر من مئة مسيّرة، ضدّ أهداف عسكرية في الداخل الإسرائيلي.
جاء ذلك، فيما أكدت إسرائيل أنّها تقف جنباً الى جنب مع الولايات المتحدة الأميركية، في مواجهة التهديدات الإيرانية، والتي وصفها البيت الأبيض بأنّها حقيقية وموثوقة، فيما رجّح البنتاغون أن تتمّ الضربة نهاية الأسبوع.
من جهته، توقّع الرئيس الأميركي جو بايدن هجوماً إيرانياً عاجلاً وليس آجلاً، متوجّهاً الى الإيرانيين بالقول: “لا تفعلوا ذلك”.
وتحسّباً للضربة المحتملة التي يتخوّف أن تؤدي الى حرب إقليميّة شاملة، علّقت شركة “لوفتهانزا” للطيران، والخطوط الجوية النمساوية، رحلاتهما إلى طهران، حتى الخميس المقبل، في وقت أوصَت فرنسا وبولندا رعاياهما بعدم السفر إلى إيران ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وداع باسكال سليمان
وفيما تقف المنطقة على فوهة بركان، كان لبنان يوم أمس الجمعة، على موعد مع الوداع الأخير لمنسّق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، الذي ووريَ في مدافن كنيسة سيدة إيليج – ميفوق، وذلك في ختام مراسم دفن احتضنتها كنيسة مار جرجس – جبيل، بمشاركة حشود شعبية وحزبية وسياسية وروحية، واكبت الجثمان على طول الطريق من مستشفى سيدة المعونات الى الكنيسة ومنها الى مثواه الأخير.
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي ترأس رتبة الدفن، خانته دموعه في رثاء باسكال سليمان، وأثنى على صلابة زوجته ميشلين وإيمانها القوي، وهو قال في عظته: “نحن أبناء الرجاء والحياة. نحن أبناء اللاخوف. لهذا نحن لا نخاف ولن نخاف حتى من الموت”.
اضاف: “المهمّ معرفة أهداف الجريمة ومن وراءها. فالحقيقة ستظهر لا محالة”، وأبدى أسفه لأن يكون مقترفو هذه الجريمة من النازحين السوريّين، الذين اعتبر الراعي أنّهم “باتوا يشكّلون خطراً على اللبنانيّين في عقر دارهم. فأصبح من الـمُلحّ إيجاد حلّ نهائيّ لضبط وجودهم مع الجهات الدوليّة والمحلّيّة المعنيّة، بعيداً من الصدامات والتعدّيات التّي لا تُحمد عقباها”.
من جهته، وفي كلمة وداعية لسليمان، ردّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، على من يسألون: “طيّب وهلّق شو؟”، بالقول: “الجواب بسيط وواضح جدّاً: “وقت الخطر قوات”.
وأضاف أنّ المواجهة مستمرّة… كي لا نتعرّض الى حرب جديدة، وكي لا نبقى “موسومين” ببلد الإرهاب والكبتاغون، وكي لا تستمرّ عمليّات الاغتيال والقتل والخطف، وقال: “لا يراهنّ أحد على خيبة أملنا فلن نيأس، لا يراهنّ أحد على تعبنا فلن نتعب، لا يراهنّ أحد على تراجعنا فلن نستسلم، لا يراهنّ أحد على ذاكرتنا فلن ننسى”.
وكان النائب زياد الحواط ألقى كلمة في ختام مراسم الدفن، شدّد فيها على وجوب “إجراء تحقيق جدّيّ شفّاف وواضح في هذه الجريمة، وليس تحقيقاً في سبيل إخفاء الحقيقة كي لا يموت باسكال مرّتين”، معتبراً أنّه بانتظار نتيجة التحقيق “تُعتبر هذه الجريمة سياسية بامتياز حتى إثبات العكس”.
السفارة السورية
تزامناً، أصدرت السفارة السورية في لبنان بياناً أعربت فيه عن أسفها “لحادثة باسكال سليمان”، مستنكرةً في الوقت عينه الإعتداءات على النازحين السوريين.
وإذ أكّدت السفارة أنها مع عودة السوريين الى ديارهم، أشارت الى أن ما يعيق تلك العودة هو تسييس ملف النزوح من قبل الدول المانحة وبعض المنظمات الدولية.
ميقاتي في بكركي بعد عين التينة
سياسياً، يزور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، البطريرك الراعي اليوم في بكركي، بعدما اجتمع أمس مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، واستعرض معه التطوّرات والمستجدّات، ومن بينها الاوضاع في الجنوب.
الجنوب تحت القصف
التطورات الأمنية والسياسية، تزامنت مع استمرار القصف الإسرائيلي على غالبية القرى الجنوبية، حيث استهدفت الغارات وادي حانين وبلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، في حين طال القصف المدفعي بلدة مركبا والأحياء السكنية في بلدة حولا، كما اطلق الجيش الاسرائيلي النار من الأسلحة الرشّاشة من مستوطنة “مسكاف عام” باتّجاه سيارة فريق عمل قناة “الميادين” وسيّارات أخرى، لدى مرورها بالقرب من الشريط الحدودي على طريق عام بلدة عديسة.
غزة: قصف وعقوبات
وفي غزة، أغار سلاح الجو الإسرائيلي على مناطق عدة في وسط القطاع، ما أدى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى، فيما لا يزال الوسطاء الأميركيون والقطريون والمصريون، بانتظار ردّ كلّ من إسرائيل وحماس على مقترح للتهدئة يهدف الى إرساء هدنة وتبادل رهائن وأسرى بين الطرفين.
في الغضون، فرضت الخزانة الأميركيّة عقوباتٍ على مُتحدّث باسم حركة حماس وقادة بوحدة الطائرات المسيّرة التابعة للحركة.
كما فرض الاتحاد الأوروبيّ عقوبات على الجناحَين العسكريَّين لحركتَي حماس والجهاد الإسلاميّ، لاتّهامهما “بارتكاب أعمال عنف واسعة النطاق، وعنف قائم على النّوع الاجتماعيّ على نحو ممنهج، مستخدمين ذلك كسلاح حرب”.