جاء في “الانباء الكويتية”:
في الملف الرئاسي ترقب لنهاية العطلة الرسمية الخاصة بعيد الفطر السعيد، والتي مددها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يوما إضافيا، وستمتد عمليا حتى يوم الاثنين كون السبت والأحد في بيروت يومي عطلة رسمية أسبوعية.
ومع ارتفاع منسوب «التفاؤل القوي» بـ «دخان أبيض» رئاسي في القسم الثاني من أيار، بدأت الساحة اللبنانية العودة إلى مرحلة بعيدة من التشنج، رغم اهتزاز الأمن في أقل من أسبوع بجريمتين من «العيار الثقيل»، أولاهما مقتل منسق قضاء جبيل في «حزب القوات اللبنانية» باسكال سليمان بعد خطفه على يد عصابة إجرامية جار التحقيق مع أفرادها لمعرفة وجود خلفيات أخرى تتعدى السرقة والسطو المسلح. والثانية ذهب ضحيتها الصراف محمد ابراهيم سرور في بلدة بيت مري المتنية، وبدأت أصابع الاتهام فيها تتجه إلى جهاز «الموساد» الإسرائيلي.
وأمس، شيع سليمان في مأتم مهيب من جبيل إلى بلدته ميفوق في «الجرد الشمالي» لجبيل حيث ووري الثرى.
وترأس صلاة الجنازة في كنيسة مار جرجس في جبيل البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وتطرق الراعي في عظته «إلى أهمية الرحمة والعدالة». وقال متأثرا وقد أدمعت عيناه مرات عدة: «نحن أبناء الرجاء وأبناء الحياة وأبناء اللاخوف. ونحن لا ولن نخاف».
وعن شجاعة زوجة باسكال السيدة ميشلين وهبة قال: «أبدلت زوجة باسكال بكلماتها المنطق السائد وهو منطق الانتقام والثأر والتحريض، وبها دعت إلى تهدئة هذه الأجواء والثقة بالأجهزة العسكرية والأمنية وبخاصة الجيش ومخابراته الذي تمكن من كشف الفاعلين. المهم معرفة أهداف الجريمة ومن يقف وراءها. فالحقيقة ستظهر لا محالة. لكن من المؤسف أن يكون مقترفو هذه الجريمة من النازحين السوريين الذين استقبلهم لبنان بكل إنسانية، وبات البعض منهم يشكل خطرا على اللبنانيين في عقر دارهم، وأصبح من المهم ضبط وجودهم، ومن واجب السلطات اللبنانية معالجة هذه المسألة الجسيمة الخطورة بالطرق القانونية والإجرائية. فلبنان الرازح تحت الأزمات لا يتحمل إضافة أعباء نصف سكانه، وهذا ما تعجز عنه كبريات الدول».
وأضاف: «يجمع المعلقون ان السبب الأساسي الذي يستسهل الإجرام المغطى سياسيا من النافذين عدم انتخاب رئيس للدولة، وبالتالي حالة الفوضى في المؤسسات الدستورية وانتشار السلاح بين أرض الغرباء. فلمصلحة من هذه الفوضى وقرار الحرب والسلم من خارج قرار الدولة؟».
بدوره، رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع قال في كلمة متلفزة من معراب، بثت بعد التشييع واستهلها مستذكرا المسؤول «القواتي» الياس الحصروني الذي قتل في الجنوب ولم تكشف ظروف مقتله: «وقت الخطر قوات والمواجهة مستمرة وستبقى مستمرة إلى ان تصل إلى شاطئ أمان فعلي وحقيقي. مواجهة غير ثأرية وليست ردة فعل طائفية ومناطقية وعرقية، بل للانتقال من واقع مرير مؤلم وفاشل إلى واقع جديد كما العالم المتحضر بالعيش الحر وبكرامة».
وطالب «بحدود مضبوطة وليس كما حصل مع باسكال الذي اقتيد جثة في سيارة ملأى بالمجرمين».
وإذ كرر رفض السلاح غير الشرعي، طالب «بقضاء لمعرفة الحقيقة وليس كما حصل في (انفجار) المرفأ و(اغتيال الناشط) لقمان سليم والحصروني وباسكال (…)».
ودعا إلى ان يكون «القرار بيدنا وليس كما الآن، إذ وجدنا أنفسنا في منتصف حرب لها أول وليس لها آخر، من دون أي مصلحة أو حاجة للبنان بهذه الحرب».
ورأى ان الوصول إلى حلول جذرية يستغرق وقتا طويلا. وتابع: «لن نيأس ونتعب ونستسلم. طريقنا غير سهل لكننا سنصل إلى تغيير حقيقي وفعلي للواقع الذي نعيشه».
وختم: «الحراس لا نعسوا ولن ينعسوا» (شعار القوات).
على الخط الإقليمي المتصل به لبنان، تراجعت حدة المخاوف من رد إيران على ضرب قنصليتها في دمشق، من دون أن تزول هذه المخاوف، ذلك ان طهران التي تكرر كل يوم نيتها الرد لن تستطيع طي الملف بشكل نهائي، بل تبحث عن وسائل تسمح لها بتنفيذ وعيدها دون ان تذهب إلى حرب واسعة اذا حصل الرد على الرد من قبل إسرائيل، وبالتالي قد يكون هذا الرد بشكل غير مباشر، من قبل التنظيمات التي تدور في محورها سواء في العراق او اليمن وغيرها.
وكشف مصدر لـ «الأنباء»، ان «ثمة عوامل عدة تجعل ايران تتريث في اتخاذ القرار، منها الموقف الأميركي الذي جاء بصيغة تهديد وبأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل إذا تعرضت لهجوم، وأن واشنطن قامت بمسعى عبر بعض العواصم المؤثرة لدى طهران لثنيها عن توجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل تفتح الباب واسعا أمام الحرب الشاملة».
ويضيف المصدر «إن ما يغيب عن بال الجميع وهو الذي يدخل في حسابات قادة طهران أكثر من التهديد أو الوعيد، هو الخشية من حرب واسعة قد تفقد معها ايران الانتشار الاستراتيجي الذي بنته على مدى 40 عاما، من العراق إلى سورية ولبنان واليمن ومناطق أخرى قيد التأسيس، لأنه بطبيعة الحال ستنتهي أي حرب بتوازنات جديدة قد لا تكون في صالحها، وهي بالتالي تفضل تجنب هذه المغامرة».
ميدانيا، لايزال الوضع على سخونته بين كر وفر على الحدود. وشنت إسرائيل غارات عدة أمس، قالت انها استهدفت مجمعات بنى تحتية تابعة لـ «حزب الله».
في هذا الوقت قالت الخارجية الفرنسية، ان باريس تقوم بجهد دائم لخفض التوتر والسعي إلى تجنب التصعيد في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وتبدي ارتياحها للتعاطي الإيجابي اللبناني مع المقترحات الفرنسية.
وتوازيا، اجتمع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، مع سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار. وقدم الجانب الروسي توضيحات حول رد الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على سؤال قناة «روسيا اليوم» الذي نشرته الخارجية الروسية على موقعها الرسمي، والمتضمن توصية للمواطنين الروس بتجنب السفر إلى لبنان إلا في حال الضرورة القصوى.
وشدد بوغدانوف على أن هذا التحذير «هو عبارة عن إجراء روتيني، وللتأكيد على عدم وجود مسارات إيجابية في تطور الأوضاع الإقليمية في الفترة الأخيرة».