جاء في الانباء “الكويتية”:
عاود سفراء اللجنة الخماسية السعودي وليد بخاري، الفرنسي هيرفيه ماغرو، القطري الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، المصري علاء موسى، والأميركية ليزا جونسون، تحركهم الرسمي العلني أمس من منزل السفير المصري في دوحة عرمون (قضاء عاليه).
باستقبال لـ «تكتل التوافق الوطني» الذي ضم النواب فيصل كرامي وحسن مراد ومحمد يحيى وطه ناجي وعدنان طرابلسي. وصرح كرامي بعد اللقاء، بأن التكتل الذي ينتمي إليه مستعد للدفاع عن المرشح الذي يؤيده (فرنجية) حتى النهاية.
كما التقت «الخماسية» نوابا آخرين. وتواصل تحركها اليوم بزيارات لمرجعيات يستهلونها من بنشعي بقضاء زغرتا شمال لبنان، حيث يلتقون رئيس «تيار المردة» المرشح الرئاسي الوزير السابق سليمان فرنجية، ثم رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، وكتلة «الاعتدال الوطني» صاحبة المبادرة بإجراء الحوار.
ويجهد أركان الخماسية ومعهم موفدون دوليون (الفرنسي جان إيف لودريان والأميركي أموس هوكشتاين) ومرجعيات لبنانية في طليعتها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وغيرهم، يجهدون في خوض سباق مع الوقت وتحديدا «ضد الساعة» لإنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل يونيو المقبل، موعد انشغال الإدارة الأميركية بالعد التنازلي للسباق الرئاسي «الإعادة» في نوفمبر المقبل بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي مقابل الجهد المبذول، يخرج إلى العلن التخفيف للإيقاع من قبل «الطرف الثاني» المعني بالاستحقاق الرئاسي «حزب الله»، لجهة الإصرار على ربط وقف إطلاق للنار مع إسرائيل في جنوب لبنان، بمشهد مماثل في غزة، وعدم الخروج من «الموقف الرمادي» لجهة فصل الاستحقاق الرئاسي اللبناني عن الحرب في غزة.
صحيح أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يبذل جهدا لافتا في هذا الشأن لتمرير الاستحقاق الرئاسي، وسد الشغور في الموقع الرسمي الأول في الدولة اللبنانية، وما ينسحب من هذا المشهد على تحريك عجلة العمل في المؤسسات الرسمية، إلا ان الصحيح أيضا، ان اليد الواحدة لا تصفق!
فقد فتح بري الكوة لتحريك الركود، إلا انه جوبه بتصلب في المواقف أقرب إلى الشروط من كافة الأفرقاء، ما حال حتى الآن دون الإجماع على مرشح «الخيار الثالث» الذي تردد الحديث عنه بقوة في الصالونات السياسية، والذي يحظى بدعم قوي من بري وبقبول من الراعي ودوائر الفاتيكان.
ينتظر بري جوابا نهائيا حاسما من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، للسير في العملية، وملاقاة «الخماسية».
ولم يعط باسيل في المقابل إشارة إيجابية لتبني الترشيح المعروض، مؤثرا البحث ربما في «خيارات أخرى».
وخلف باسيل تتموضع «القوات اللبنانية» لجهة عدم اتخاذ خطوة إلى الأمام، في ضوء تعمد «حزب الله» عدم الخروج من تبني ترشيح فرنجية، وإبقاء الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي في ممر ضيق للغاية، إلا ان الخماسية و«سعاة الخير» يتحركون، من دون تقديم أسماء، تاركين للبنانيين الاتفاق على اسم مقبول من أوسع الشرائح.
وكشف «وزير ملك» في حكومة تصريف الأعمال الحالية لـ«الأنباء»، عن الخشية من عدم تسريع إيقاع المشهد الرئاسي، وتاليا «تأجيل العملية إلى السنة المقبلة، وربما إلى ما بعد نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي في 2026».
ورأى الوزير «ان المراوحة تتحكم في الأمور، والجميع يعولون على تحرك خارجي إقليمي ودولي، من دون بذل الجهد الداخلي لتقريب المسافات، وملاقاة الجهود الخارجية المبذولة».