كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يطبخ فريق 8 آذار والتيار الوطني الحر، يدا بيد، طبخة تطيير الانتخابات البلدية. رغم محاولة الطرفين، منذ أشهر، ايهام الرأي العام بأنهما على خلاف، ورغم التباين الشكلي بين الثنائي الشيعي ورئيس التيار النائب جبران باسيل على ربط لبنان بغزة، تبيّن من جديد انهما على تحالف تام، وها هما، بعد خوضهما انتخابات نقابة المهندسين الاحد جنبا الى جنب، يستعدان ليطيرا، معا، الاستحقاق البلدي، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
في السياق، حسم رئيس مجلس النواب نبيه بري ان الانتخابات لن تحصل بلا الجنوب. وقال مصوّبا سهامه على رئيس القوات سمير جعجع، “لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب، وبده يستوعب جعجع “مش مستعد أفصل الجنوب عن لبنان”، معتبرا أن “الخطورة في كلام جعجع هو عن الفدرالية وهذا يعني أننا ما نزال في “حالات حتماً”.
واذ تشير الى انها لا ترى أين هي الفدرالية و”حالات حتما” في دعوة جعجع الى مجرد ارجاء الاستحقاق جنوبا، في وقت يقيم حزب الله كانتونا له سلاحه واقتصاده ومصارفه وسياسته الخارجية، تقول المصادر ان جوهر ما اعلنه بري هو رفضه إجراء الاستحقاق.
بدوره، رئيس التيار وضع “رجله الاولى” في قطار اطاحة الانتخابات. هو قال في “شأن الانتخابات البلدية، السؤال ليس اذا التيار جاهز للبلديّات، السؤال اذا الحكومة ووزارة الداخلية جاهزين. نحن لدينا عدّة مؤشرات لعدم الجهوزية، وهي عدم عقد أي اجتماع للمحافظين مع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، وعدم عقد اي اجتماع على مستوى المحافظات مع القائمقامين، وعلى بعد 3 اسابيع ونصف من الانتخابات، لم تسجّل اي حركة فعلية او ترشيحات رسمية وغير رسمية، كما وجود رجل الانتخابات العميد الياس خوري خارج المنصب وخارج الوزارة وخارج لبنان، وعدم وجود اي استعدادات لوجيستية داخل الوزارة او داخل المحافظات والأقضية”. أضاف “نحن لن نتخّذ موقفًا قبل الاجتماع رسميًا مع وزير الداخلية للنظر فعلًا بجهوزيته وسنرسل له وفدا نيابيا قبل جلسة المجلس النيابي لنحدّد موقفنا. اذا الوزارة جاهزة، فالتيار سيشارك ولن يمدّد للبلديات”. وكشف باسيل أنهم “يقولون لنا سرًا: نعلم ان لا انتخابات ولكن تعالوا نصوّت ضد التمديد يعني تعالوا ندخل الفراغ والمجهول والفوضى. نحن نختار استكمال العمل البلدي والاختياري وتسيير المرفق العام بدل الفراغ والكذب على الناس”.
لكن وفق المصادر، دور النواب ليس الاطلاع من وزير الداخلية حول جاهزيته لاجراء الانتخابات، ودورهم طبعا ليس التصويت على تطيير الانتخابات وارجائها، خاصة وان ثمة حلا وسطا يمكن ان ينقذ معظم البلدات في معظم الاقضية والمحافظات، من كأس التمديد المر. بل عليهم بحماية هذا الاستحقاق وضمان حصوله في توقيته الدستوري المحدد، ويمكنهم في افضل الاحوال، اقرار قانون لتأجيله في المناطق المتوترة أمنيا اليوم.
لكن على الارجح، باسيل والثنائي اتفقا على التمديد من جديد هربا من استحقاق سيكشفهما “شعبيا”، وأثبتا للرأي العام، انهما حلفاء و”حبة مسك”! تختم المصادر.