كتبت لورا يمين في “المركزية”:
بعد العملية العسكرية الايرانية ضد اهداف في ايران نهاية الاسبوع الماضي، تحرّكت العواصم الكبرى على خطين: منع توسّع المواجهة لتصبح اقليمية ومباشرة بين طهران وتل ابيب، وايضا معاقبة ايران لردعها وإفهامها بأن تحركاتها العسكرية في الشرق الاوسط لا يمكن ان تستمر او تمر مرور الكرام، بل ستدفع ثمنها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
في السياق، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان مساء الثلثاء إن الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات جديدة تستهدف برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة الإيراني خلال الأيام المقبلة ردا على هجومها على إسرائيل. وأضاف سوليفان أن العقوبات ستشمل أيضا كيانات تدعم الحرس الثوري ووزارة الدفاع الإيرانية، وتوقع أن يحذو حلفاء بلاده حذوها، مشددا على أن بلاده ستواصل تعزيز دفاعها في الشرق الأوسط لتقويض قدرات طهران. وأوضح المسؤول الأميركي أن “هذه العقوبات الجديدة بالإضافة إلى تدابير أخرى ستواصل ممارسة الضغط على إيران لاحتواء وإضعاف قدراتها العسكرية”. وذكّر سوليفان بأنّ واشنطن فرضت عقوبات على أكثر من 600 فرد وكيان مرتبطين بإيران بسبب علاقاتهم بما وصفه بـ”الإرهاب وتمويل الإرهاب” وبأشكال أخرى من التجارة غير المشروعة وبانتهاكات مروّعة لحقوق الإنسان وبدعم جماعات وكيلة لطهران. كما أكد أن القوات الأميركية ستعزّز جاهزيتها للتصدي لأي قصف إيراني جديد بالطائرات المسيّرة والصواريخ، وشدد على أن “الضغوط ستستمر” على إيران. وقال سوليفان إن الولايات المتحدة لن تتردّد في مواصلة اتخاذ إجراءات، بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء في سائر أنحاء العالم ومع الكونغرس، لمحاسبة الحكومة الإيرانية على أفعالها المزعزعة للاستقرار.
بدوره، الاتحاد الاوروبي كان على الموجة ذاتها. ففي بروكسل، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل الثلثاء إن الاتحاد الأوروبي يستعد لتوسيع نطاق عقوباته على إيران ردا على هجومها على إسرائيل. وقال في تصريحات عقب مؤتمر طارئ عبر الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد لمناقشة تداعيات الهجوم الإيراني “اتخذ الوزراء اليوم (الثلثاء) موقفا قويا، مطالبين جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة بالابتعاد عن الهاوية لتجنب السقوط”.
وبالفعل، صدر مشروع بيان، عن القمة الأوروبية التي التأمت امس، جاء فيه: نستعد لفرض مزيد من العقوبات المتصلة بمسيرات وصواريخ إيران، داعيا “إيران ووكلاءها إلى وقف هجماتها”.
ووفق المصادر، ايران ردّت على اسرائيل بـ”الحد الادنى” لتتفادى العواقب والسيناريو الحاصل اليوم والمتمثل بمزيد من التضييق عليها. لكن المجتمع الدولي لم يسايرها، وكان حازما ضدها. انطلاقا من هنا، طهران لن تنخرط اكثر في المواجهة، لأنها في الواقع وكما يقال بالعاميّة، “تريد السترة”. ويبقى ان يلجم المجتمع الدولي اسرائيل ويمنعها من التصعيد والرد على الرد الايراني، تختم المصادر.