كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
في ضوء ارتفاع منسوب الخوف لدى عدد من دول النفوذ الكبرى بمن فيها العواصم الاوروبية، الأمر الذي عبّر عنه سفراؤها في لبنان مبدين خشيتهم من اتساع رقعة المواجهة بين الحزب وإسرائيل، وصولًا إلى تطاير شظايا الهجوم الاسرائيلي فجر يوم الجمعة على إيران لتطال الجنوب اللبناني.
والمُفارقة الكبرى، بحسب مراقب دولي، خروج بعض الأصوات، لتقول إنّ زيارة عون إلى فرنسا مرتبطة بالرئاسة من خلف الستار، رغم وجود قبول ورضى إقليمي ودولي على القائد كرئيس للجمهورية، وهذا أمر لا ينكره أحد في الداخل والخارج، في حين أنّ الفرنسيين والأوروبيين مستمرّون بتقديم العون إلى الجيش اللبناني، ولهذا الدعم شقّ يهدف إلى الحفاظ على أمن لبنان واستقراره.
ويكشف المراقب الدولي أيضاً أنّ فرنسا من أكثر الدول التي تريد دعم الجيش بكافة المجالات ويهمّها الحفاظ عليه وتقويته، كما تتطلع إلى تأمين شبكة أمان له بالتنسيق مع الولايات المتحدة، في ظل الخشيّة من أيّ انفلات أمني في لبنان خصوصاً بعد الحوادث الفتنويّة الأخيرة.
من جهة أُخرى، بات واضحاً أنّ كل من “حزب الله” و”حركة أمل” يرغبان بتوفير حظوظ ٍكبيرة للوزير السابق سليمان فرنجيّة، لجعله الأقرب الى قصر بعبدا، الأمر الذي يرفضه “التيّار الوطنيّ الحرّ”، حليفهما الاستراتيجي.
كما أنّ قوى المعارضة تعتبر أنّ “زعيم بنشعي” قريب من فريق الممانعة ويُشبه الى حدٍّ كبير الرئيسين السابقين ميشال عون وإميل لحود.
وهذا الموقف، الذي تتبناه معظم القوى الغربية، يعود بحسب المطلعين، إلى تفاقم الأزمة الدولية مع المحور الممانع في طليعته طهران، إلى جانب ارتفاع زيادة منسوب التوترات مع إسرائيل، واستمرار التصعيد العسكري في جنوب لبنان… كل ذلك يجعل من الممانعة تستشعر بالخطر، وبالتالي تعتبر أنّ أيّ تفريط بمنصب الرئاسة يمكن أن يُؤثّر سلبًا عليها مُستقبلاً.