كتب منير الربيع في “الجريدة الكويتية”:
يقول مصدر سياسي لبناني رفيع إن الولايات المتحدة عادت إلى اعتماد سياسة الاحتواء تجاه إيران، إذ إنها لا تريد أن تستدرج إسرائيل إلى مواجهة مع طهران، وانه لابد أن يكون لذلك انعكاسات على ملفات المنطقة المختلفة، بما فيها لبنان.
ولأن الواقع هو كذلك، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى قبض الثمن في مكان آخر، ويضغط للحصول على ضوء أخضر أميركي لشن عملية عسكرية في رفح، إلا أن واشنطن لاتزال مصرّة على معارضة اجتياح بري لرفح على غرار ما جرى في خان يونس وغيرها.
ويشير المصدر اللبناني إلى أن اعتماد سياسة الاحتواء أيضاً لابد له أن ينعكس على جبهة جنوب لبنان، فعلى الرغم من التصعيد الإيراني – الإسرائيلي في الأيام الماضية، إلا أن جبهة الجنوب بقيت مضبوطة، وإن تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية التي نفذها حزب الله، كنوع من الإشارات حول الاستعداد للتصعيد في حال اضطر إلى ذلك.
هنا يقول المصدر إن التفاوض الأميركي- الإيراني لتبريد المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية يأخذ لبنان في عين الاعتبار، وأن واشنطن تضع «فيتو» حاسما بتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، كي لا تتطور المواجهات الى حرب.
في هذا السياق، تجددت التحركات الدبلوماسية أميركياً وفرنسياً في سبيل احتواء التصعيد في الجنوب اللبناني، وقد بدأ ذلك بزيارة أجراها الأسبوع الفائت المبعوث الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان الى الولايات المتحدة، وعقد لقاءات مع وزير الخارجية الأميركي وكبير مستشاري بايدن لشؤون الطاقة العالمية آموس هوكشتاين، الذي يعمل على وضع تصور لحل نهائي في الجنوب اللبناني وتلافي التصعيد.
وبحسب المعلومات، فإن الهدف من الزيارة كان زيادة التنسيق الفرنسي – الأميركي، وهو الأمر الذي تم بحثه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزيف عون، اذ تشير مصادر متابعة إلى أنه تم البحث في تعديل المقترح الفرنسي للحل في الجنوب اللبناني، وجعله قريباً من المقترح الأميركي، بالإضافة الى البحث في احتياجات الجيش اللبناني للمرحلة المقبلة.
وبحسب ما تقول المصادر فإن «الاتفاق وفق المقترح الأميركي ناجز» وأصبح معروفاً، ولكن لا تطبيق له قبل وقف النار في غزة، فقوام الاتفاق هو ثلاث مراحل، الأولى وقف العمليات العسكرية، والثانية، تعزيز وجود الجيش اللبناني، وإدخال قوات جديدة له بناء على توفير دعم خارجي من دول متعددة لزيادة عديده، بالإضافة إلى تعزيز وجود قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل.
وتؤكد مصادر متابعة لبنود الاتفاق أنه لن يتم ذكر انسحاب حزب الله أو قوات الرضوان من جنوب نهر الليطاني، ولكن هذه ستكون نتيجة فعلية بمجرد وقف المظاهر المسلحة وإدخال الجيش وتعزيز اليونيفيل، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التفاوض على الانتهاء من تثبيت الحدود البرية.