IMLebanon

عقوبات اوروبية على معرقلي الحل في لبنان

كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”: 

كل التحذيرات التي تبلغها المسؤولون اللبنانيون وكل النصائح التي اسديت اليهم بوجوب فصل لبنان عن غزة وتطبيق القرار الدولي 1701 والمسارعة الى انتخاب رئيس جمهورية قبل فوات الاوان، لم تلقَ آذانا صاغية ولا حتى اهتماما من اركان الحكم الماضين في مناكفاتهم وخلافاتهم حول كل أزمة وملف، غير آبهين بتدحرج البلاد نحو حرب وشيكة تريدها اسرائيل وتحديدا رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو هرباً من مصير قاتم ينتظره في الداخل واحتمال صدور مذكرة قضائية باعتقاله.

ازاء اللامبالاة هذه ومع بلوغ الامتار الاخيرة قبل تنفيذ تل ابيب تهديداتها، وبعد زيارتين متوقعتين لوزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه السبت المقبل الى بيروت والمستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين كذلك، تتجه اوروبا بعد واشنطن لفرض عقوبات على معرقلي الحل في لبنان، وقد لمست فرنسا التي كانت تعارض توجها كهذا حتى الاسابيع الاخيرة لمس اليد، لا جدوى المناشدات والتحذيرات وتكونت لديها قناعة بالسير بالعقوبات ، علّها تفعل فعلها في مجال حل الازمة في لبنان.

تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ” المركزية” ان دفعة من العقوبات الاوروبية والاميركية قيد الاعداد راهنا ستشمل لبنانيين وفلسطينيين وايرانيين، اشخاصا ومؤسسات، وقعها سيكون مؤذياَ لمن سيعاقبون ، ذلك ان العقوبات الاميركية التي تحظر على المعاقبين السفر الى الولايات المتحدة والتعامل بالدولار، قد تكون مزعجة حكما الا ان العقوبات الاوروبية لا تقتصر على الازعاج بل تسبب ضررا كبيرا ،نسبة لشمولها دول الاتحاد الاوروبي كافة وفي شكل خاص فرنسا، حيث للمسؤولين اللبنانيين بمعظمهم ممتلكات ومنازل ومصالح.

وتدرج المصادر زيارة سيجورنيه لبيروت في اطار رسالة تحذيرية اخيرة قبل المضي في العقوبات، بتنسيق مع واشنطن في الموقف والرؤية ، باعتبار ان عدم الانصياع اللبناني سيحمل نتنياهو على شن حرب كارثية على لبنان، وقد حذرت تل ابيب من ان بيروت ستلقى مصير غزة. حرب من شأنها ان تنقذ نتنياهو من براثن الضغط الممارس عليه من مختلف الاتجاهات الداخلية، قضائيا ومن جانب اهالي الاسرى لدى حماس وقد فجر شريط الفيديو الموزع امس لأحد الرهائن بما تضمن ، جام غضبهم، فتحركوا ضد نتنياهو وحملوه مسؤولية ما قد يحصل لهؤلاء وتم توقيف بعضهم، اضافة الى ضغط سكان الجنوب الاسرائيلي المهجرين بفعل استهداف مناطقهم من جانب حزب الله، فإن هاجم الجيش العبري لبنان سيبعد الحزب عن حدوده ويعود السكان الى منازلهم كما وعدتهم حكومتهم.

في زيارتهما الى باريس تبلغ الرئيس نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون رسائل بهذا المعنى وسمعوا نصحاً بوجوب ممارسة اللازم لوقف هجمات الحزب على اسرائيل وتراجعه الى حيث تقتضي القرارات الدولية والمصلحة اللبنانية. وتتوقف المصادر هنا عند تصاعد وتيرة العمليات العسكرية النوعية الاسرائيلية اثر عودة ميقاتي وعون الى بيروت، وارتفاع منسوب التهديد الاسرائيلي بمهاجمة لبنان ، في اشارة الى مدى جدية تل ابيب في قرار الحرب، مذكرة بأعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، امس أن القوات الإسرائيلية تقوم بـ”عملية هجومية” على جنوب لبنان بأكمله وإن “حوالي نصف قادة حزب الله الميدانيين في جنوب لبنان تمت تصفيتهم، والفترة القادمة ستكون حاسمة”.