كتبت لورا يمين في “المركزية”:
قررت إيران تقليص وجودها العسكري في سوريا بعد ضربات إسرائيلية استهدفت عددا من قياداتها العسكرية، حسبما نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر مقرب من حزب الله وعن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
المصدر المقرب من الحزب قال “أخلت القوات الإيرانية منطقة الجنوب السوري، وانسحبت من مواقعها في ريف دمشق ودرعا والقنيطرة في جنوب البلاد خلال الأسابيع الماضية”. من جانبه، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن “القوات الإيرانية أخلت مقرات بدءا من دمشق وفي جنوب البلاد، وصولا إلى الحدود مع الجولان المحتل، خشية استهدافها مجددا”. وأضاف عبد الرحمن أن “مقاتلين من حزب الله وآخرين عراقيين حلوا مكان القوات الإيرانية في المناطق المذكورة”.
وبحسب المرصد، فقد غادرت دفعة من المستشارين الإيرانيين خلال شهر آذار، على وقع الضربات الإسرائيلية. وأشار المصدر ذاته إلى أن الاجتماعات “كانت تعقد داخل القنصلية الإيرانية، ظنا منهم أنهم بمأمن من الضربات الإسرائيلية”.
هذه المعطيات التي نفتها اوساط مقربة من طهران، تؤكد وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ان الضربات الاسرائيلية ضد اهداف ايرانية في سوريا أتت ثمارها، وأدت الغرض. فما تتوخاه تل ابيب، وما تقوم به بالنيابة عن الدول الكبرى كلها في الواقع، من الولايات المتحدة الى روسيا، مرورا بأوروبا، هو منع ايران من توسيع نفوذها في الشرق الاوسط عموما، وعلى حدود الكيان العبري تحديدا. وبعد ان كانت الجمهورية الاسلامية تنفّذ هذا التوسّع بكل اريحية قبل 7 تشرين رغم الضربات الاسرائيلية لها في سوريا آنذاك، بات التشدد العسكري والسياسي في وجهها منذ “طوفان الاقصى”، اقوى، ووجدت نفسها مجبرة للتخفيف من اندفاعتها العسكرية في سوريا.
غير ان خطوتها هذه ليست نتاج الحزم العسكري فحسب، تتابع المصادر. فالجدير ذكره ان طهران التي تدرك حجم القرار المبرم عالميا بمحاربتها بعد 7 تشرين، سارعت الى فتح قنوات تواصل مع القوى الكبرى غداة هذا اليوم، لتخفف عنها ردود الفعل الخشنة من قبل العواصم الكبرى.
وفي سياق اشارات حسن النية التي لم تنفك ترسلها الى واشنطن عبر الوسطاء وبالمباشر، يصب هذا الانسحاب من سوريا. فمن خلاله، هي ترضي واشنطن وترضي ايضا العواصم الخليجية والعربية. كل شيء يدل اذا على ان ايران تريد مفاوضات وتهدئة ، تختم المصادر.