كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
كان لافتاً إبقاء منصة استخراج الغاز الإسرائيلية،العاملة في حقل كاريش،الذي كان موضع نزاع بين لبنان وإسرائيل،قبل التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين برعاية فاعلة من المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون بأسابيع معدودة، بعيدا عن حرب المشاغلة التي بدأها حزب الله ضد إسرائيل، تحت عنوان التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في السابع من شهر تشرين الاول الماضي.
يظهر بوضوح ان حزب الله، أبقى منصة كاريش بعيدة عن كل تهديداته، وصواريخه ومسيَّراته التي لوَّح باستخدامها الأمين العام للحزب حسن نصرالله مرارا، قبل التوقيع على الاتفاق المذكور،ولم يأتِ بعدها على ذكرها، برغم استهداف إسرائيل لمركز صناعي لبناني كبير في منطقة الغازية قرب مدينة صيدا مؤخرا، وبعيدا عن خط المواجهة على الحدودالجنوبيةاللبنانية.
وفي حين لوحظ ان ميليشيا مسلحة عراقية موالية لإيران، أعلنت مرة واحدة استهداف منصة كاريش بمسيرة بعيدة المدى، اطلقتها من إلاراضي العراقية، ولم تبلغ هدفها، لم يحرك الحزب ساكنا بأي عملية ضدها، برغم من نقاط تواجده، على خط المواجهة المحتدمة بينه وبين إسرائيل.
البعض يعزو اسباب تحييد منصة الغاز الإسرائيلية في كاريش عن الحرب المحتدمة جنوبا، الى التزام الحزب بأسس أول اتفاق يحصل بين لبنان وإسرائيل، وبرعايته من وراء الكواليس،كما هو معروف للقاصي والداني، ووصف يومذاك بالاتفاق التاريخي، برغم تنازل لبنان عن جزء كبير من حقوقه في حقل كاريش وحقل قانا المجاور، ضمن تفاهم إقليمي برعاية واشنطن،شمل الاتفاق على تركيبة الحكومة العراقية رئيسا وتركيبة، ارضاء لايران، بينما يعتبر آخرون ان الاتفاق المذكور، هو مقدمة للاتفاق الاوسع الذي يحدد الوضع النهائي لسلاح الحزب ومستقبله في لبنان بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة، وبوساطة هوكشتاين نفسه الذي قدم للحزب مسودة تشمل النقاط الاساسية للاتفاق المذكور،تحت عنوان إنهاء المواجهة العسكرية مع إسرائيل، واحلال الهدوء وترسيخ السلام بشكل دائم على المدى البعيد.
وفي كل الأحوال، الواقع القائم حاليا، فيما يخص منصة كاريش، يؤشر الى ضوابط اتفاق الترسيم غير المعلنة،وابعادها السياسية والامنية، والاهم الاقتصادية وما يتعلق بمردود مستخرجات الغاز والنفط، ومدى استفادة الحزب منها.