IMLebanon

هل تنتهي مرونة “الحزب” حدوديا؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

يبدو ان ثمة ما يتحرّك على الخطين الرئاسي والحدودي. فقد حملت الايام الماضية تطورات بارزة على هذين الصعيدين. فهل يمكن الحديث عن باكاج كامل للأزمة اللبنانية، وُضع على النار في المطابخ الدولية؟

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذا السيناريو هو ما تتطلع الدول الكبرى الى تحقيقه. هو سيناريو مثالي بالنسبة اليها، ومُناها ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية يشرف على تطبيق التسوية التي سيتم ايجادها للواقع الحدودي الملتهب منذ 8 تشرين الماضي.

الا انه وعلى ارض الواقع، لا قدرة بعد لترجمة هذا التوجة. فسفراء الخماسية الدولية الذين جالوا على الكتل السياسية في الايام الماضية وانهوا جولتهم في عين التينة بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، توصلوا الى قناعة بأن الامور لا تزال تراوح مكانها: فريق يريد مرشحا ثالثا وجاهز للاتفاق على اسمه ويطالب بانتخابات ديمقراطية وفق ما ينص عليه الدستور، من دون ان تسبقها اي حوارات، او اي تفاهمات مسبقة اذا تعذّرت. والفريق الثاني اي الثنائي الشيعي، لا يزال يصر على الحوار ويتمسك الى حد كبير بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان المردة، طالما ان الاخير لم ينسحب من السباق.

لكن الجدار المسدود هنا لم يحل دون استمرار مساعي التهدئة على الحدود. الاليزيه ناشط بقوة على هذا الخط تتابع المصادر، بالتنسيق الكامل مع الاميركيين، والجانبان يستعجلان الحل مخافة تصعيد اسرائيل واقدامها على توسيع نطاق الحرب على لبنان ليشمل البلاد كلّها. لهذا السبب قد يزور المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين لبنان في الساعات المقبلة، شأنه شأن وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه.

لكن وخلافا لتشدد الثنائي الرئاسي، هو يظهر مرونة في التعاطي مع الوساطة الحدودية. صحيح ان حزب الله يؤكد ان لا حلول او مفاوضات قبل الهدنة في غزة، الا ان الرئيس بري يتحدث مع الوسطاء بالاصالة عن نفسه وبالوكالة عن حزب الله، اي ان الطرفين يعملان حاليا على انجاز التسوية مع اللاعبين الدوليين، فتكون جاهزة فور سكوت المدافع.

غير انه وفي مقابل هذه المرونة، تقول المصادر ان الثنائي وتحديدا حزب الله، يتطلع الى ان يقبض ثمن تسهيله المطلب الغربي بعدم ذهاب الامور نحو حرب شاملة بين اسرائيل والحزب، ويريد ان يتقاضى هذا الثمن في السياسة، وعلى الارجح، في الرئاسة.

لكن وفق المصادر، هذه المقايضة مستبعدة كي لا نقول مستحيلة، وهي اذا كانت حاضرة في حسابات الدول الكبرى منذ اشهر، الا انها غابت عنها تماما اليوم في ظل إفهام المعارضة المفاوضين انها لن تسير بأي تسوية على حساب سيادة لبنان.. عليه، السؤال يبقى: اذا أدرك الحزب ان لا مقايضات وجوائز ترضية، هل سينتقل الى مسار تعطيل المساعي التهدوية الحدودية، كما يفعل مع المساعي التوفيقية الرئاسية؟