كتب داود رمال في “الأنباء” الكويتية:
كشف مصدر معني لـ «الأنباء» عن «نقطة الارتكاز الجديدة التي يحاول سفراء الخماسية العربية والدولية إنتاج تقاطع من حولها، وهي تقوم على حل نقطتي الخلاف المتبقيتين وهما: من يدعو إلى الحوار أو التشاور ومن يترأس هذا الحوار؟
والطرح الجديد الذي سيسوقه سفراء الخماسية في جولتهم المرتقبة على القوى النيابية وغير النيابية، يفيد بأن تتولى هي الدعوة إلى الحوار على أن يترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوار لاحقا، بحيث يكون كل فريق قدم تنازلا.
وأضاف المصدر: «ان من الخلاصات التي عرضت في لقاء عين التينة بين الرئيس بري وسفراء الخماسية، ان الغالبية من الفرقاء السياسيين لا يزالون يميلون إلى التريث رئاسيا، مع توجه إلى بذل جهد يتركز على الساحة المسيحية، عله يوصل إلى التقاطع على مرشح تقبل به جميع القوى المسيحية ويتم طرحه على الفرقاء الآخرين، وهذا الأمر لا يزال متعذرا، إلا إذا شهدنا تدخلا فاتيكانيا في هذا الاتجاه».
وأوضح المصدر ان ما «تم لمسه في خلال لقاء عين التينة وجود توجهين لدى «الخماسية». توجه يقول بأن على الفرقاء اللبنانيين أن يتداعوا إلى الاتفاق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي بإرادة ذاتية خالصة، وإعطاء فرصة بسقف زمني محدود وإذا فشل الفرقاء الداخليين بالاتفاق، يتم إنهاء الجهود المبذولة مع اللبنانيين ووضع ملف الرئاسة على طاولة الخارج من دون ان يكون للداخل اللبناني أي دور فيه.
والتوجه الآخر يقول بوجوب التسليم بالربط بين الحرب على قطاع غزة والرئاسة في لبنان، مما يعني أنه لا رئاسة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية».
وقال المصدر انه: «لفت الانخراط الأميركي في طرح الأفكار من ضمن الخماسية على قاعدة ان الدور الفرنسي ليس هو الحاسم، إنما لتثبيت ان القرار النهائي هو أميركي بامتياز، كما ان الرأي الأميركي يقول ان أصل الأزمة هي فقدان الثقة بين الفرقاء اللبنانيين، ولابد من إعادة بناء الحد الأدنى من هذه الثقة، لأن العجز واضح في إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية بالأكثرية (اي 65 نائبا)، وأي رئيس مقبل لابد وان ينتخب بالثلثين او بشبه إجماع (86 نائبا وما فوق)، حتى يستطيع ان يحكم وينطلق في عملية إعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية».
ولفت المصدر إلى ان «البارز في لقاء عين التينة هو إجماع سفراء الخماسية على الدور المحوري للرئيس بري في إنتاج الظروف المؤدية إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وانه لا يمكن لأي احد تجاوز هذا الدور الحاسم، وان البعض الذي يرفض الحوار برئاسته يجهل حقيقة ما يرمي إليه من الحوار، الذي هو مخرج لجميع الفرقاء يؤمن نزولهم عن شجرة المواقف المتصلبة، ويفتح الباب واسعا أمام التوافق على الانتهاء من خلو سدة الرئاسة».