Site icon IMLebanon

“أجواء إيجابية” متّصلة بالهدنة: “إجتياح رفح” مؤجّل؟

جاء في “نداء الوطن”:

تكثّفت الجهود الديبلوماسية للتوصّل إلى هدنة في غزة يتخلّلها تبادل الإفراج عن الرهائن والأسرى، فيما رفعت «حماس» من آمال تكليل الجهود المصرية بالنجاح، إذ كشف مسؤول رفيع في الحركة لوكالة «فرانس برس» أمس أن «لا قضايا كبيرة» في ملاحظات «حماس» واستفساراتها في شأن الاقتراح الأخير، مشيراً إلى «أجواء ايجابية ما لم تكن هناك عراقيل إسرائيلية جديدة». وسيُقدّم وفد من الحركة برئاسة خليل الحية ردّ «حماس» على اقتراح الهدنة خلال اجتماع مع وسطاء مصريين وقطريين في القاهرة اليوم.

ووسط تسارع الحراك الديبلوماسي، تحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن هاتفيّاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، حيث أكد بايدن مجدّداً «موقفه الواضح» في شأن اجتياح إسرائيلي مزمع لمدينة رفح، وفق البيت الأبيض، فيما كان المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قد كشف في وقت سابق أن إسرائيل وافقت على الاستماع إلى مخاوف واشنطن ورؤاها قبل اجتياح رفح.

واستعرض بايدن ونتنياهو المحادثات الرامية إلى إطلاق سراح بعض الرهائن، وناقشا زيادة وتيرة إيصال المساعدات، بما في ذلك الاستعدادات لفتح معابر شمالية جديدة إلى غزة اعتباراً من هذا الأسبوع. كما جدّد الرئيس الأميركي تأكيده على «التزامه الصارم بأمن إسرائيل».

وينصّ المقترح المصري على ضمان غياب القوات الإسرائيلية عن شارع الرشيد الذي يُمثّل شريان تنقّل رئيسيّاً في القطاع، عند عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله. كما ينصّ على ضمان إبقاء القوات الإسرائيلية على بُعد 500 متر من طريق صلاح الدين وضمان عدم تعرّض المدنيين لإطلاق نار أو اعتقال أو احتجاز أثناء العودة.

إسرائيليّاً، أعرب وزيران إسرائيليان عن موقفين متعارضين في شأن مقترح الهدنة. وقال وزير المال اليميني المتطرّف بتسلئيل سموتريتش في رسالة بالفيديو عبر تطبيق «تلغرام» مخاطباً رئيس الوزراء: «إذا قرّرت رفع العلم الأبيض وإلغاء خطّة احتلال رفح التي تهدف إلى تدمير «حماس» من أجل إعادة الأمن إلى إسرائيل، فلن يكون للحكومة التي ترأسها الحق في الوجود».

ورأى سموتريتش أن «قبول المقترح المصري سيكون استسلاماً مهيناً… فهو يحكم على الرهائن بالإعدام، وفوق كلّ شيء، يُشكّل خطراً وجوديّاً مباشراً على دولة إسرائيل»، بينما اعتبر عضو «حكومة الحرب» بيني غانتس أن شرعية الحكومة ستنهار إذا عطّل الوزراء خطّة تسمح بالإفراج عن الرهائن، مؤكداً أنه إذا كان «دخول رفح مهمّاً» في الصراع على المدى الطويل ضدّ «حماس»، فإنّ إعادة الرهائن «أمر ملحّ يكتسي أهمية قصوى».

إقليميّاً، اعتبرت السعودية أنّ المجتمع الدوليّ خذل سكان قطاع غزة، مكرّرةً دعوتها إلى إقامة دولة فلسطينية خلال قمة اقتصادية عالمية يحضرها مسؤولون إقليميون ودوليون. وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي: «الوضع في غزة يُمثّل بوضوح كارثة بكلّ المقاييس… ولكنّه أيضاً فشل كامل للنظام السياسي (الدولي) القائم في التعامل مع تلك الأزمة»، مضيفاً: «نحن في المنطقة لن نُركّز فقط على حلّ الأزمة الراهنة، سننظر في كيفية حلّ المشكلة الأكبر».

في السياق، أشار وزير المال السعودي محمد الجدعان في كلمته أمام المنتدى إلى أنّ السعودية تعتبر خفض التصعيد في المنطقة «هدفاً استراتيجيّاً»، معتبراً أنّ «المنطقة تحتاج إلى الاستقرار. المنطقة تحتاج حقيقةً للتركيز على شعوبها ونموها واقتصادها عوضاً عن السياسة والنزاعات»، فيما رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته أمام المنتدى أنّ الولايات المتحدة هي «البلد الوحيد» القادر على إيقاف هذا الهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح، محذّراً من أن العملية ستكون «أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني» في حال حدوثها.

وبالإنتقال إلى الولايات المتحدة، استمرّت الاحتجاجات المؤيّدة للفلسطينيين في الجامعات وواصلت الشرطة اعتقال المحتجّين، فيما تعهّد الطلّاب بمواصلة اعتصامهم في الخيام إلى حين تلبية مطالبهم. ومن بين المعتقلين في جامعة واشنطن السبت المرشّحة الرئاسية عن «حزب الخضر» جيل ستاين. بالتوازي، قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لشبكة «إيه بي سي»: «نحن بالتأكيد نحترم الحق في الاحتجاج السلمي»، لكنّه أضاف: «نحن نُدين تماماً لغة معاداة السامية التي سمعناها أخيراً، ونُدين بالتأكيد كلّ خطاب الكراهية والتهديدات بالعنف هناك».