IMLebanon

مفاوضات القاهرة في يد واشنطن: هل تردع نتنياهو؟

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

يترقب الفلسطينيون والساحتان الاقليمية والدولية، مسار ومصير مفاوضات القاهرة. ففي وقت ينتظر العالم رد حركة حماس على مقترح “الهدنة” المطروح عليها، طالب الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الاثنين، قادة مصر وقطر، بالضغط على “حماس”، للقبول بالاتفاق الذي تعتبره واشنطن “سخيّاً”. وكان وفد الحركة غادر القاهرة، مساء الاثنين ايضا، على ان يعود اليها مجدداً برد مكتوب على اقتراح لوقف إطلاق النار في غزة. وقال مصدر في الحركة “نحن معنيون بالرد بأسرع وقت ممكن”، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

المباحثات في مصر الاثنين بين حماس ومسؤولين أمنيين مصريين، تناولت مقترحاً جديداً قدمته القاهرة، وناقشته الاخيرة مع مسؤولين إسرائيليين خلال زيارة قام بها وفد أمني مصري إلى تل أبيب الجمعة الماضي. ويقضي المقترح “بإطلاق سراح ما بين 20 إلى 40 محتجزاً إسرائيلياً، مقابل وقف إطلاق النار لمدة يوم أو أكثر قليلاً عن كل محتجز يطلق سراحه”، حسب ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الاجواء المحيطة بالاجتماع كانت تشي حتى الامس القريب، بأن ثمة حظوظا وفيرة لتحقيق خرق نحو اتفاق بين حماس وتل ابيب. غير ان معطيات تصعيدية طرأت في الساعات القليلة الماضية، عادت وخفّضت من حظوظ التوصل الى تفاهم.

هذه المعطيات تمثّلت في تمسّك رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بشن عملية عسكرية على رفح. فقد اعلن بوضوح الاثنين ان “لا تغيير في أهداف الحرب على قطاع غزة، وإن إسرائيل لن تقبل بتسوية بخصوص رفح”، مؤكدا أن “القوات الإسرائيلية ستدخلها سواء تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أم لا”. وأكد نتنياهو -خلال لقائه ممثلين عن عائلات المحتجزين في غزة حسب ما نقل عنه مكتبه – أن “فكرة أنّنا سنوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها ليست خيارا مطروحا. سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك مع أو بدون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل”.

من جانبها، ترفض حركة حماس اي طرح لا يتضمن وقفا للنار، وتتشدد في هذا المطلب معترضة على هدنة تستمر اياما فقط. وهي ترى ان خيارا كهذا ستستفيد منه اسرائيل، اذ سيتم تبادل الاسرى والرهائن وبعد ذلك ستواصل حربها على غزة وأهلها.

هذان الموقفان خفّضا من جديد سقف التوقعات.. لكن في حال نجح الاميركيون في اقناع نتنياهو بالتراجع عن فكرة الهجوم على رفح – وهو امر مستبعد حتى الساعة – فإنه من الممكن توقُع ايجابية من حماس، حتى ولو لم تتضمن الصفقة كلَ شروطها. الطابة اذا في يد واشنطن، فهل تنجح في ردع حليفها؟